“الجنوب يتلو المآتم”…وعاشوراء تتحدى الحرب!

“الجنوب يتلو المآتم”…وعاشوراء تتحدى الحرب!

”    ألسنا على الحق، إذاً لا نبالي بالموت”، و”نبقى حسينيّون”، تحت هذين الشعارين استقبل أهالي الجنوب ذكرى عاشوراء هذه السنة بطريقة مغايرة عن السنوات الفائتة، فبعد أن كان إحياؤها ينتشر في المناطق التي تقطنها الطائفة الشيعية، جاءت الحرب في الجنوب لتحد قسراً من إمكان ذلك في المناطق الحدودية، لكن هذه الأوضاع الأمنية الاستثنائية لم تمنع النازحين من إحيائها في المناطق التي لجأوا اليها، وحتى الاعتداءات التي طالت المناطق غير الموجودة ضمن قواعد الاشتباك لم تشكّل عائقاً في ممارسة هذه الشعائر.

“فعلى مد العين والنظر” تعج المدن والقرى الجنوبية بالمؤمنين في المجالس والمضافات ويتهافت الجميع فيها على تقديم المأكولات وتناولها لنيل الأجر والبركة وككل سنة لا تقتصر المشاركة على أبناء الطائفة فقط, انما تشمل فعاليات مسيحية تحضر المجالس ويوماً بعد يوم يزداد عدد الوافدين والشخصيات السياسة. وفي هذا السياق, نجد أن مدينة صور والنبطية تعج بالمضائف الموجودة على مداخل المدينة وعددها غير مسبوق، واللافت أيضاً اقامة مضيف من الطائفة المسيحية لتكون صورة حقيقية عن العيش المشترك ولبنان الذي نحب ونريد. وحركة المشاركين في المجالس تعدت الـ ٧٠٠٠ في الداخل، أما خارج الباحة فالأرقام أكثر ومن المتوقع أن يصل الوافدون الى ١٢٠٠٠ شخص في الأيام الأخيرة من عاشوراء.

   علاوة على ذلك, يرافق ذكرى الإحياء اجراءات أمنية مُشددة في محيط المجالس للحفاظ على سلامة المواطنين واخذ الحيطة والحظر. حيث أن الحرص واجب, وضعت قوانين كمنع الأيات الكبيرة و حظر اطلاق مسيرات وطائرات تدريب في الأجواء, اضافةً الى الغاء المسيرات المركزية ، لأن مسيرات كهذه كانت تحتاج الى “نقل” المشاركين من قراهم الى مكان المسيرة، وبسبب ما يجري في الجنوب كان الخيار عدم تنظيم هذه المسيرات التي عادة ما كانت تحصل في الأيام الثلاثة الاخيرة من الذكرى، مع قرار بتكثيف المسيرات المحلية داخل القرى والبلدات، وعلى رأسها الجنوبية، أما حزب الله فقرر انتظار مجريات الحرب قبل اتخاذ قراره بهذا الشأن، مع معلومات عن ان القرار سيكون مماثلا لقرار حركة أمل.

في المحصلة, لم تراعي قوات الاحتلال حرمة هذه الذكرى  بل تتغذى على أوجاع الأهالي من دون أن يمر يوم واحد دون اغتيالات أو جدار صوت في أوقاتٍ غير متوقعة, الا ان الصمود والإيمان يتجلى بقوةٍ تضيء دروب المحبة والوحدة وجه الصعاب…فنعم ها هو الجنوب يتلو المآتم و الإحياء مُستمر!

خاص موقع “ليبانون ميرور”