محاولة اغتيال ترامب تصيب بايدن.. وترقّب لبناني لعودة الرئيس الجمهوري

قبل أن ينسى الاميركيون صورة التحدي التي التُقطت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب عندما كان يدخل إلى جلسات محاكمته في نيويورك ويتم توقيفه لبعض الوقت، والتي طُبعت على قمصان وبيعت لأنصاره محققةً ملايين الدولارات لصالح حملته الانتخابية، جاءت صورة القبضة المرفوعة والرأس العالية مع الدماء السائلة على الوجه مظللة بالعلم الأميركي إثر إصابته في محاولة الاغتيال التي تعرض لها وسط عشرات الآلاف من انصاره في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، لترفع حظوظ فوزه بالسباق الرئاسي إلى 69 % في مقابل تدني حظوظ خصمه الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى 39 %. وكأن القدر يلعب لصالح ترامب إلى جانب كل التهم التي يواجهها، ولم تؤثر قيد أنملة على جمهوره المقتنع بنظرية المؤامرة.

محاولة الاغتيال الفاشلة وإن لم تُكشف دوافعها بعد، إلّا أنها جاءت نتيجة ارتفاع منسوب الكراهية بين عملاقي السياسة الأميركية الديمقراطي والجمهوري، والحملات الانتخابية المتبادلة التي تخطت الأعراف والقيم، وباتت تعتمد الضرب تحت الزنار؛ فالحزب الجمهوري ومرشحه دونالد ترامب ينالان مما يعتبرانه التراجع العقلي والذهني للرئيس جو بايدن في حملاتهما الانتخابية، ومن تراجع حضور الدولة العظمى على الساحة الدولية في ظلّ وجوده على رأس السلطة، وقد ساهمت هفوات بايدن المكثفة في الآونة الأخيرة، في خلق انقسام بين الديمقراطيين أنفسهم، وباتوا يبحثون بشقّ النفس عن شخصية أخرى تواجه ترامب، عقب المناظرة الرئاسية الأولى الفاشلة لبايدن التي وُصفت بالكارثية، وقد جاءت محاولة الاغتيال لتنهي حظوظه والحزب الديمقراطي معاً.
في المقابل لا يكف الرئيس بايدن عن وصف ترامب بالخطر القومي والمدان بجرائم الاحتيال المالي وخيانة زوجته مع ممثلة إباحية…ما صبّ الزيت على نار الانتخابات المشتعلة.
محاولة الاغتيال فتحت أعين القيادات الأميركية على مخاطر انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب أهلية يشكل تفلّت شراء السلاح وقودها الأساس، فساد بلحظات قليلة خطاب التعقّل والدعوات إلى الوحدة ونبذ الجرائم السياسية.
ولكن هل من تأثيرات لوصول ترامب شبه المؤكد إلى البيت الأبيض على الوضعين الإقليمي واللبناني؟

بالطبع، سيكون التاثير كبيراً من الحرب على غزة إلى المفاوضات الأميركية-الإيرانية وصولاً إلى الساحة اللبنانية بكل تشعباتها.
ترامب كان واضحاً عندما قال إن إسرائيل بدأت مهمة ضد حركة ح.ما.س ويجب دعمها بالكامل لإنهائها، وربما تمتد هذه المهمة إلى جنوب لبنان بشكل يتيح لإسرائيل توجيه ضربة قاسية لح.ز.ب الله، تعيد قدراته العسكرية إلى الوراء مع استحالة القضاء عليها وعلى الحزب. ومع سيناريو من هذا النوع لن تتيح إدارة ترامب للحزب فرض شروطه في الملفات الداخلية الكبرى، ولن تسمح بانتخاب رئيس يحمي مصالح الحزب ويترك يده الطولى تدير شؤون البلاد والعباد، ويبدو ذلك جليّاً من خلال الإطلالات الإعلامية لعدد من مسؤولي إدارة ترامب الأولى، والتشدد الذي يظهرونه تجاه ح.ز.ب الله. فرضية كهذه ربما تنسجم مع تطلعات فريق المعارضة الرافض لتحكّم الحزب بالملفات اللبنانية الكبرى وبالسياسة الخارجية للبنان، والمنادي بتسليم سلاحه وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
لكنّ الأمور على الساحة الدولية لا تسير بكبسة زر، ومصالح الدول الكبرى جاهزة لتغيير الحلفاء بين لحظة وأخرى، انطلاقاً من الأطراف الحاضرة لتنفيذ هذه المصالح وخدمتها، من إيران إلى الخليج العربي وصولاً إلى لبنان، وسط التغيرات المهمة على الساحة الاوروبية وتحديداً في بريطانيا وفرنسا.

ليبانون فايلز