إسرائيل تستغل نقاط ضعف “للحزب” لاصطياد قادته…حقيقة صادمة!

يبدو حزب الله عاجزاً حتى الساعة عن مواجهة عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقياداته الميدانية والتي بلغت ذروتها الخميس الماضي في جبل البطم والجميجمة وكان من ضحاياها قائد كبير في قوة الرضوان التي تقلق إسرائيل وتسعى إلى إبعادها عن حدودها الشمالية بأي ثمن.

وإذا كان الجيش الإسرائيلي غير قادر على عملية برية وحرب حقيقية مع حزب الله، بإقرار من مئة خبير عسكري واستراتيجي، فإنه اختار طرقاً أخرى لإيلام الحزب ودفعه بعيداً عن الحدود. هذه الطرق يمكن اختصارها بتعمّد استخدام القذائف الفوسفورية في قصف قرى وبلدات الشريط الحدودي ما يلوّث التربة والمياه ويجعل هذه القرى غير صالحة لسنوات طويلة للزراعة والسكن، إلى جانب التدمير الكامل للمنازل والبنى التحتية، حتى باتت قرى الشريط الحدودي تشبه غزة إلى حدٍّ بعيد، وهذا يفرض بقوة الأمر الواقع حزاماً أمنياً جديداً لإسرائيل. لكنّ نوعية الأسلحة التي يمتلكها حزب الله راهناً تجعله قادراً على استهداف أي بقعة جغرافية إسرائيلية، عسكرية كانت أم حيوية أم مدنية، ولا يغيب عن بال القيادة الإسرائيلية التهديد الكبير الذي يشكله الحزب على إسرائيل، فنجدها تطالب بإبعاده إلى شمال الليطاني، لكنّ محاذير لبنانية داخلية تحول دون ذلك، من جهة، وحقيقة أن عناصر الحزب هم أبناء الجنوب من جهة ثانية.
وتحت ضغط التحذير الأميركي والأوروبي من توسعة الحرب، اختارت إسرائيل عمليات الاغتيال الموجعة لحزب الله، مستفيدة من تكنولوجيا متطورة جداً ومن مساعدات استخبارية من الأجهزة الصديقة لها والمنتشرة في كل دول المنطقة، ومن شبكة عملاء داخليين كان آخرهم عميل سوري الجنسية من المقيمين في لبنان.
حزب الله يعي تماماً كل هذه المخاطر لا سيما التكنولوجيّة منها، فحذر أمينه العام السيد حسن نصرالله مراراً من استخدام الهواتف الخلوية والانترنت وكاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع والموصولة على الشبكة العنكبوتية، لكن هذه التحذيرات لم تخفف من وطأة الاغتيالات كما أن الحزب لم يجد بعد العلاج المناسب للمواجهة.

ويقول خبير بالشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ “ليبانون فايلز” إن “داتا الشعب اللبناني متوفرة عبر الانترنت من خلال الكثير من الإدارات الرسمية ضارباً مَثَل أرقام السيارات التي توفر تفاصيل كثيرة حول مالكيها بالإضافة إلى أرقام هواتفهم، ومواقع التواصل الإجتماعي حيث يسجّل الكثيرون أرقامهم الخاصة إلى جانب معلوماتهم الشخصية وصورهم ولوائح أقاربهم وأصدقائهم، ما يسهّل عمليات البحث والخرق والاستهداف، وهذا غيض من فيض، مما يجعل اللبنانيين مكشوفين أمام العدو الإسرائيلي”. ويضيف الخبير العسكري “أن إيران قد زودت حزب الله بمعدات خاصة تواجه بها التكنولوجيا الإسرائيلية المتطورة، لكنها لم تنجح في وقف الاغتيالات، ما يعني وجود ثغرة تقنية خطيرة يصعب سدّها حتى الساعة، معتبراً أن تصفية القيادات الميدانية المخضرمة التي خاضت معارك كثيرة في صفوف الحزب أمر مؤلم ومقلق، على الرغم من وجود قادة ميدانيين آخرين يتولّون المسؤوليات العسكرية بشكل فوري، كما أنها تراكم خسائر الحزب البشرية، التي فاقت حتى اللحظة خسائره في حرب تموز، وتشكل نقطة ضعف مهمة يستغلها العدو الإسرائيلي بشكل جيّد كلما سنحت له فرصة اصطياد قائد أو عنصر مقاتل”.

ليبانون فايلز