اخبار محلية

جبهة الجنوب في مرحلة متقدمة من التصعيد..هذا ما تحمله الأيام المقبلة!

تعيش المنطقة حالة من المسار التصاعدي في التصعيد العسكري مستمر، من اليمن إلى فلسطين، إلى جنوب لبنان، ما يزيد التخوف من تشكّل الحرب الإقليمية.

فبعدما نفذ الحوثيون “عملية نوعية” من اليمن استهدفت فيها تل أبيب، ردت عليها إسرائيل بغارات على الحديدة، مستهدفة منشآت مدنية خاصة خزانات النفط في ميناء المدينة الواقعة على البحر الأحمر، تلتها ليل أمس السبت غارة على عدلون في جنوب لبنان، حيث شهدت ومحيطها حالة من القلق مع تواصل الانفجارات العنيفة من استهداف مخزن ذخيرة هناك، واستمرار اشتعال النيران، فيما تناثرت الشظايا وطاولت الأوتوستراد الساحلي، ممّا أدّى إلى سقوط إصابات مدنية جرى نقلهم إلى المستشفيات.

من جهتها، ناشدت بلدية الخرايب المواطنين بالتزام المنازل بسبب تطاير الشظايا وتوالي أصوات الانفجارات جرّاء الغارة على عدلون. ووثّق مواطنون مشاهد لسقوط شظايا في بلدة الخرايب، ممّا أثار حالة من الذعر لدى الأهالي.

وفي مقابل التصعيد الاسرائيلي المستمر، تتوسع دائرة استهدافات حزب الله لتطال لأول مرة مستعمرة دفنا شرق مدينة عكا بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وذلك بعدما كرس معادلةَ “كل استهداف جديد لمدنيين في لبنان بضرْب مستعمرات جديدة”.

هل باتت ظروف الحرب متوفرة؟

وفي السياق، أكد مصدر مطلع لـ “الأنباء” ان ظروف توسع الحرب غير متوافرة، وهذا الرأي عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث إلى صحيفة “أفينيري” التابعة للكنيسة الكاثوليكية الإيطالية، اذ استبعد “عدوانا إسرائيليا واسعا”، مشددا على ان القرار 1701 هو الصالح لرعاية الوضع على الحدود.

ورأى المصدر “ان الصورة ستبقى ضبابية لما بعد المحادثات التي سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن”.

في المقابل، عدّ مدير معهد “الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية”، الدكتور سامي نادر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بات في وضع أفضل مما كان عليه”. وقال: “صحيح أن أزمة الداخل الإسرائيلي لا تزال قائمة، لكن الضغط الأميركي عليه، ولا سيما من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يعد كما في السابق، إضافة إلى أنه سيلقي الأسبوع المقبل خطاباً أمام الكونغرس، وهذا قلما حصل على مر التاريخ”.

وأضاف نادر لـ”الشرق الأوسط”: “حتى وزير الخارجية الأميركي بات يصعّد اللهجة في وجه إيران ويقول إنها على بُعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي”.

وتحدث نادر عن مؤشرات تدعو للقلق بخصوص مستقبل جبهة جنوب لبنان، أبرزها “القنابل الثقيلة التي تزن أكثر من 500 كلغ، والتي تم تفعيل عملية تسليمها من قبل واشنطن لإسرائيل، وهذا مؤشر على خطورة المرحلة، بعدّ قنابل من هذا النوع لن تستخدم ضد حماس بعد أن انتهت العمليات العسكرية الواسعة في غزة، وهي قد تستخدم في أي حرب مقبلة مع لبنان. أضف إلى ذلك أن الاستعدادات تبدو قائمة في شمال إسرائيل للحرب، كما أن هامش التسوية الدبلوماسية يتقلص”.

ولفت نادر إلى أن “نتنياهو بات منخرطاً في استراتيجية لإطالة عمره السياسي، ومن ثم قد يسعى لحرب استنزاف لكسب الوقت حتى الانتخابات الأميركية”، عادّاً أن ما يمكن استخلاصه هو “أنه لا مؤشرات لتهدئة على الجبهات كافة، وأنه لا ضغط جدياً وحقيقياً على إسرائيل للقبول الفوري بوقف إطلاق النار”.

إعادة تموضعات

وقد علمت “الأنباء” من مصادر أمنية لبنانية غير رسمية، ان إعادة تموضع لمقاتلي “حزب الله” أجريت في عدد من القرى والبلدات الحدودية، في ضوء رصد حركة لافتة وكثيفة لقوات إسرائيلية في الجهة المقابلة من الحدود جنوبي لبنان.

وفي المعلومات المتوافرة ان حركة غير عادية لفرق إسرائيلية مدرعة تم رفع عديدها في شكل لافت في الفترة الأخيرة وتم رصدها في شكل دقيق. ولم تتمكن “الأنباء” من الحصول على أجوبة تتعلق بتلقي الجانب اللبناني تحذيرات جدية من جهات ديبلوماسية أو غيرها، من احتمال توغل إسرائيلي محدود في الضفة الجنوبية لجسر الخردلي، الذي يفصل المنطقة التي قسمها القرار 1701 الصادر بعد حرب تموز 2006، إلى واحدة خالية من مقاتلي “الحزب” شمال الليطاني، ويقتصر فيها الوجود العسكري على الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”.

كذلك لم تحصل “الأنباء” على أجوبة حاسمة في شأن توسع الحرب وشمولها مناطق لبنانية عدة جراء هذه الخطوة الإسرائيلية المحتملة. واكتفى مصدر لبناني غير رسمي بالقول: “يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تغيير قواعد الاشتباك ضمن رزنامة خاصة به، ولا يعني ذلك بالضرورة توسيع الحرب. ورد المقاومة انها في جاهزية أكبر من تلك التي كانت عليها في حرب يوليو، عديدا على صعيد الأفراد وكثافة نيران ونوعية أسلحة، بما فيها تلك الخاصة بأنظمة الدفاع الجوي”.

وتابع المصدر أنه حتى الآن لم تدخل قوة الرضوان المعركة، وإن كان سقط منها العديد بين قادة وأفراد استهدفوا بعيدا من الميدان. وأكد أن “الفرقة جاهزة في أي وقت وفي أي ساح، وصولا إلى اقتحامات برية متبادلة بين الجانبين: الإسرائيليون في مناطق دخلوا إليها في حرب يوليو من العديسة وصولا إلى وادي الحجير، حيث طالعتهم “مجزرة دبابات الميركافا” الشهيرة التي تنتجها دولة إسرائيل. ومقاتلو الحزب الذين لا تستبعد أوساط عسكرية دخولهم قرى عدة في الجليل، ما يعني إدخال جبهة الجنوب في مرحلة متقدمة من التصعيد، وعدم إمكانية السيطرة عليه في منع الوصول إلى حرب كبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى