خطوة إيجابيّة لمرحلة ما بعد الحرب: إتفاق فلسطيني يتناول مخيّمات لبنان… والعبرة بالتطبيق
محمد علوش – الديار:
بعد نجاحها الاستثنائي بجمع الجمهورية الاسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، ورسم معالم مصالحة واتفاق بينهما، تنجح الصين مرة جديدة بجمع فريقين متصارعين هما حركة فتح وحركة حماس، على الرغم من الخلافات الكبيرة بين الطرفين، والتي اشتعلت أكثر بعد عملية طوفان الأقصى في تشرين الأول من العام الماضي.
في الساعات الماضية، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي حصول اتفاق بين 14 فصيلاً فلسطينياً لتشكيل “حكومة مصالحة وطنية موقتة” لإدارة غزة بعد الحرب، ولعلّ هذا العنوان هو الأبرز لناحية الاتفاق الذي حصل، إذ لطالما كانت عملية طوفان الاقصى عنوان خلاف بين فتح وحماس، وهذا الخلاف تصاعد مؤخراً بعد مجزرة المواصي في خانيونس التي ارتبكها العدو الاسرائيلي، عندما حمّل قياديون من فتح حركة حماس مسؤولية المجزرة.
كما كان متوقعاً، عبر قياديو حماس وفتح عن انفتاحهم على أي اتفاق من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية، فالكل يعلن تمسكه بالوحدة سبيلا للنجاة ولأجل الحفاظ على القضية الفلسطينية، رغم اختلاف الوسائل بالنسبة للتنظيمين. وبحال كان للاتفاق نتائج في فلسطين، يُفترض بحسب مصادر فلسطينية متابعة أن تظهر تباعاً في المرحلة المقبلة، خاصة بحال حصول وقف لإطلاق النار وانتهاء الحرب، فإن للاتفاق تأثيرا أيضاً على الفلسطينيين في الخارج، وتحديداً في لبنان.
قبل الحديث عن نتائج الاتفاق على لبنان، تؤكد المصادر الفلسطينية على أن توقيع الاتفاق هو الخطوة الأولى على أهميتها، ولكنها تبقى ناقصة ما لم يقترن الاتفاق بحسن النيات والتطبيق السليم له، مشيرة الى أن حركة فتح شددت خلال المباحثات على ضرورة أن يعود قرار القضية الفلسطينية الى الفلسطينيين فقط، وفي ذلك إشارة الى انضواء حركة حماس ضمن محور المقاومة الذي تقوده إيران، وبالتالي فإن هذه المسألة قد تشكل عائقاً بحسب الفتحاويين امام أي تقارب فلسطيني – فلسطيني.
وترى المصادر أن الفتحاويين يعتبرون حركة حماس جزءاً من النسيج الفلسطيني، ولكن قرارها ليس فلسطينيا وحسب، وهنا أصل الخلاف مع حركة فتح، وبالتالي فإن استمرار الحال على ما هو عليه سينسف أي اتفاق لأن التطبيق هو المعيار، خاصة أن هناك تجارب حوارات سابقة بين فتح وحماس حصلت في أكثر من دولة منها مصر والسعودية وروسيا، ولم تُفض على نتائج حاسمة على صعيد المصالحة.
وتؤكد المصادر أن انتهاء الحرب في غزة سيكون الامتحان الأول أمام المصالحة الجديدة، إذ يُفترض أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تحكم كل المناطق الفلسطينية، وربما يكون هذا الأمر المقدمة الفعلية الأولى لانهاء الحرب، كونها مستمرة بسبب غياب أفق الحل بعدها، وغياب أي رؤية حول مصير الحكم في غزة، اذ يبدو منطقياً أن حركة حماس لن تحكم غزة لوحدها وبشكل مباشر بعد الحرب.
أما بالنسبة الى التداعيات على لبنان فهي تنطلق بحسب المصادر من المخيمات، اذ كان واضحاً ان خلافات حماس وفتح تعكّر صفو المخيمات في لبنان، أما الاتفاق فإنه سيساهم في ضبط هذا الوضع بشكل أكبر، ويُسهّل حل أي مشكلة قد تحصل داخل المخيمات، وبالتالي الحفاظ على أمنها واستقرارها.
خطوة إيجابية في الصين، ولكن معيار الحكم على نتائجها لا يزال مبكراً، كون العقبات اكبر بكثير من أن يتم حلها في جلسات قليلة، وأصل العقبات يتمحور حول كيفية الحفاظ على القضية وتحرير فلسطين بالقوة والمقاومة، لأن التفاوض والديبلوماسية التي لم تجد نفعاً يوماً مع “اسرائيل”.