“القهوة تٌباع بالنار”…أنباء غير سارة عن أسعار البن!
لم تعد القهوة تحسّن مزاج اللبنانيينن بعد أن حلّقت أسعارها بالدّولار، وبات فنجان القهوة يُحسب لهُ مئة ألف حسابٍ. وبعد أن كان فنجان القهوة العنصر الأساسي في جلسة المسنّين والكبار والموظفين على طاولة الحوار والجميع، باتت اليوم مع الأسف تعدّ من الكماليّات. فلماذا ارتفعت أسعار البن رغم استقرار الدّولار؟
أثبتت دراسة أجرتها جامعة هارفارد ومستشفى “بريغهام النسائي”، أنه كلما ازدادت كمّية ما تستهلكه السيدة من كافيين يوميًا، تقل احتمالات إصابتها بالاكتئاب. كما وقد حلّل الباحثون بيانات تم تجميعها من عيّنة الدراسة شملت 51 ألف امرأة من غير المصابات بالاكتئاب. ورصد الباحثون آنذاك عدد السيدات اللّواتي عانين من الاكتئاب بعد مرور عشر سنوات، آخذين في الاعتبار كمّية الكافيين التي يتناولنها. واكتشف الباحثون أنّ هناك علاقة عكسيّة بين كمية الكافيين والمزاج. فكلما زادت كمية الكافيين التي تناولتها قلت احتمالات إصابتها بالاكتئاب.
لكنّ اليوم الموضوع بات مختلفًا في لبنان، لأنّ القهوة باتت عبئًا على محدودي الدّخل.
وفي حديثها للدّيار، تفيد احدى الموظّفات في شركة بن لبنانية ، بأنّ المناخ السيىء عالميًا، دفع أسعار القهوة والشوكولا أيضًا الى أعلى مستوى، ما أدّى ذلك إلى الغلاء الحاصل في كلّ دول العالم ومن بينها لبنان.
وأدت الظروف الجوية السيئة الأخيرة، إلى تحوّلاتٍ كبيرةٍ في أسعار العديد من السلع الأساسية، مما أثر في المنتجين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
وتقول: نستورد بضاعتنا من البرازيل وكولومبيا، والأسعار هناك ليست رخيصة أبدًا. عدا التكاليف الإضافية والشّحن والإيجارات ورواتب الموظّفين. وبالإضافة إلى ذلك، تشهد البرازيل حاليًا، انخفاضًا في محصولها حيث أبلغ المزارعون عن حبوبٍ أصغر من المعتاد بسبب الجفاف. هذا ما أثر في عملنا بشكلٍ مباشرٍ، وارتفاعٍ واضحٍ في أسعارنا.
وفي الإطار، حذّرت شركة تحميص القهوة الإيطالية “لافاتزا” من أنّ أسعار القهوة ستستمر في الارتفاع حتى منتصف العام المقبل بسبب نقص الحبوب، وفق ما نقلته الوكالة عن الشركة.
وأشارت الشركة أيضًا إلى زيادة التكاليف الناجمة عن اضطرابات الشحن، مثل تلك الموجودة في قناة السويس، مما يفاقم المشكلة.
رغم ارتفاع أسعارها… الأرقام تشير إلى زيادة الطّلب عليها
يقال “ربّ ضارةٍ نافعة”، فصحيح أنّ المطاعم تعلو صرختها من الأزمة الحاصلة في البلاد مع انعدام وجود الأجانب وقلّة المغتربين، إلّا أنّ المطاعم لا تزال نابضة بالحياة.
فالعاملان الأساسيان لوجود الزبون اليوم في المطعم، هما النرجيلة وفنجان القهوة ولو تخطّى سعره الـ5 والـ7 دولار في بعض الأماكن.
وبحسب الأرقام الصّادرة عن الجمارك، استورد لبنان عام 2023، منتج البنّ بمختلف أنواعه بقيمة 78,662 مليون دولار، والرّقم ارتفع بشكلٍ ملحوظٍ بعدما كان قد سجَّل عام 2022 56,821 مليون دولار. أمّا عام 2021 فكان مجمل الاستيراد 52,172 مليون دولار.
لذلك، بوجود القهوة والنرجيلة، المطاعم تكتظّ بزبائنها، ما يزيد من العجلة الاقتصادية والحركة السياحية.
هل ستُستبدل قهوتنا بالقهوة الاصطناعيّة؟
بعد زيادة الطلب على القهوة، بدأت بعض الشركات العالمية، باستخدام تقنيات التكنولوجيا الحيوية وعلوم الأغذية لاستبدال البن التقليدي بالقهوة الاصطناعية، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وتشير الأبحاث إلى أنّ حوالى نصف الأراضي المناسبة لزراعة البن، ستصبح غير صالحة لزراعته عام 2050، وترتفع هذه النسبة في البرازيل إلى 88%، وذلك بسبب تغير المناخ.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ القهوة الاصطناعية ستكون أقل ضررًا من زراعة البن، ولا تحمل كل هذه السلبيات من التغير المناخي، إذ ستُصنع من مجموعة متنوعة من المكونات، بما في ذلك الحمص ومخلفات الزراعة المعاد تدويرها مثل نوى التمر، أو الكاكاو والمكسرات.
مارينا عندس – “الديار”