النيّة لم تكن حشره… بري يخرج عن المألوف!
هدأت إلى حدّ ما الأجواء العاصفة التي حكمت العلاقة بين حزب القوات اللبنانية والمعارضة من جهة وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ثانية، لا سيّما بعد إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً بين نواب المعارضة ونواب تكتّل التنمية والتحرير، حيث تصاعدت المواقف وتم تبادل الإتهامات بتعطيل الإستحقاق الرئاسي. فأين العلاقة اليوم بين الطرفين وهل من قطيعة بينهما؟
تؤكّد مصادر نيابية في القوات اللبنانية لـ”ليبانون ديبايت” أن العلاقة مع الرئيس بري كان من المفترض أن تكون ليّنة ولم يكن من المفترض أن تكون هناك مواجهة، منتقدة التصعيد الكبير الذي انتهجه الرئيس بري تجاه القوات اللبنانية رغم أن كل المطالب هي أن يحترم الدستور ويطبّق القوانين ويفتح ثغرة في الموضوع الرئاسي.
وتؤكد المصادر أن المشكلة مع الرئيس بري أنه لا يطبّق الدستور ويحاول وضع أعراف جديدة، ومن هذا المنطلق المشكلة معه ليست شخصية، وغالباً كانت المراسلات معه والمخاطبة بين نواب القوات والرئيس بري تحترم اللياقات والأصول وتحاول أن تجد الحلول ولكن في موضوع الدستور لا يمكننا أن لا نكون مبدئيين .
وتوضح أنه عندما حاول الرئيس بري القفز على محاولة وضع أعراف على الدستور واجهته القوات بالرفض الكامل ومن هنا كان تحميل المسؤولية له بأنه يؤخر انتخاب رئيس للجمهورية.
وتعترف أنه لا يمكن دائماً حشر الرئيس بري فهو استاذ اللعبة السياسية والدستورية والقانونية، إلا أنه أخطأ اليوم، ولم يكن للقوات النية بحشره ولكن النية كانت الضغط عليه لينفذ الدستور ويلتزم به، وهذا الأمر أزعجه فصدر عنه كلام خارج عن المألوف.
وحول مستجدات العلاقة اليوم؟ تؤكد المصادر أن الإتصالات بين القوات والرئيس بري لم تتوقّف وأنها مستمرة ودائما الخط مفتوح معه ولكن للأسف كما هو واضح فإن محور الممانعة الذي يتكلّم باسمه في الدولة بشكل رسمي, الرئيس بري لا يريد ان ينتخب رئيس .
وتعطي الدليل على ذلك أنه كلما كانت هناك مبادرة من القوات أو المعارضة لفتح ثغرة في هذا الملف يستشيط غضبه.