اخبار محلية

الحرب… فرصة لفوضى داخلية كبرى تسبق المُخطَّط الإقليمي الجديد…

بمعزل عن القلق، وعن حالات عدم اليقين التي تتسبّب بها الحروب والمواجهات الدائرة في  لبنان والمنطقة الآن، نحذّر من أن تلك الحالة تشكل وستشكل في المستقبل أكثر بَعْد، “شحمة عا فطيرة” لعدد لا بأس به من الأطراف والجهات في بلدنا.

قلق أكبر

فالتجارب المتراكمة تعلّمنا أنه كلّما زادت التطمينات حول أن كل شيء متوفر وتحت السيطرة في لبنان، كلّما يتوجب علينا أن نركّز على الـ “إلا إذا”، و”إلا في حالة”… التي ترافق أي محاولة لانتزاع الهلع من نفوس الناس.

فلا شيء بخير في هذا البلد الذي ما كان ينقصه سوى حالة حرب لينزلق أكثر في الفساد، والاحتكار، وزيادة الأسعار، وانعدام المراقبة، وغياب الملاحقة، وضعف حضور الدولة على أي صعيد.

من جيوبنا…

والمسألة ستزداد سوءاً أكثر فأكثر، وكلّما طالت تلك الحالة غير اليقينية التي نمرّ بها، خصوصاً إذا تطوّرت الى مواجهة رسمية ومُعلَنَة، إذ “ستفلت” المؤسّسات والإدارات الرسمية أكثر بَعْد، ولن نعود نعلم من يحدّد أرقام فواتير الكهرباء، ولا كيف، ولا متى، ولا أين “ستصبّ” مختلف أنواع الضرائب التي “تنبع” من جيوبنا المثقوبة أصلاً، ولا كيف وأين سيتمّ استخدامها…

هذه قلّة قليلة ممّا سينتظرنا في الآتي من المراحل، في بلد الضّعف السياسي والأمني، والفلتان المعيشي، وانعدام حضور الدولة على أي مستوى.

القرار المالي

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن “بحسب ما يبدو دائماً، نحن نتّجه من انهيار الى آخر في كل مؤسّسات الدولة، سواء كانت عسكرية أو أمنية أو اجتماعية أو صحية، أو غيرها. وكل هذا سيدفع ثمنه المواطن، في حين أن الفريق الذي يعطّل قيام المؤسّسات بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، وصولاً الى تشكيل حكومة وإنجاز التشكيلات والتعيينات، أقام مؤسّساته البديلة من الدولة، وهو يهتمّ بجمهوره من خلالها”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أنه “بما أن القرار في البلد هو في يد هذا الفريق المُعطِّل، فإننا نجده يزداد تزمّتاً وتعنّتاً ورفضاً للتراجع عن قراره بتعطيل الدولة، فيما نحن ندفع الثمن. الى أي مدى ستتفاقم الأمور؟ هذه هي المصيبة الكبرى التي لا يمكن لأحد أن يعلم الى أي حدّ يمكنها أن تصل. هم يهدفون الى السيطرة على القرار المالي أيضاً بَعْد، كمقدمة للسيطرة على البلد ككلّ، وجميع الأجهزة”.

ردّ مدروس

وشدّد المصدر على أن “لبنان لا يموت. فقد أثبتت السنوات أن كل الاحتلالات التي أتت إليه سقطت بمعزل عن المدة التي استغرقها سقوطها. فالاحتلال الأطول لبلادنا كان العثماني، ولكنه سقط في النهاية. ومن ثم خضعنا للانتداب الفرنسي الذي سقط بدوره، وذلك قبل أن نرزح تحت سطوة الاحتلال الفلسطيني الذي سقط أيضاً، ومن ثم الاحتلال السوري الذي رغم تقويضه المؤسّسات اللبنانية وتجييره كل المراكز الحسّاسة فيها لمن يدورون في فلك مصلحته، سقط أيضاً، الى أن وصلنا الى الاحتلال الإيراني الذي لا يزال مستمراً بسيطرته على لبنان حتى الساعة، وبعباءة  لبنانية”.

وختم:”نشهد حصول تغييرات كبيرة في المنطقة، بدأت بتلك التي عصفت بالرئاسة الإيرانية قبل نحو شهرَيْن، وبانتخاب رئيس إصلاحي (مسعود بزشكيان) غير متشدّد، وذلك رغم أن إيران تخوض حرباً كبرى ضد إسرائيل. ويُستكمَل المشهد بالاغتيالات التي تحصل بشكل عابر للحدود، والتي تبيّن أن هناك مُخطَّطاً جديداً للمنطقة، يتطلب مفاوضات مرنة لا متصلّبة، وهو مخطط سيغيّر قواعد اللّعبة. وتبعاً لذلك، سيكون الردّ الإيراني على إسرائيل مدروساً، ولن يتسبّب بحرب شاملة”.

أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى