هل اقترب حلّ “جبهة لبنان”؟ صحيفة إسرائيلية تُجيب
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ حكومات العديد من عواصم العالم أعربت مراراً وتكراراً عن مخاوفها من تصعيد الصراع في غزة وحرب الاستنزاف التي يشنها حزب الله ضد إسرائيل.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ هذه الحكومات تخشى المزيد من العنف والضحايا وتوسع عدد المُشاركين في الحرب، موضحاً أنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل حاملات طائرات إلى المنطقة مشيراً إلى رغبته في منع التصعيد، كما كرّر في عدة مناسبات تحذيره الشهير “لا تفعلوا ذلك”.
وذكر التقرير أنَّ مثل هذه المخاوف والتحذيرات والدعوات العديدة إلى ضبط النفس مفهومة، وخاصة بالنسبة للجمهور الغربي، ولكنها ليست مفيدة للغاية، وأضاف: “أولاً، تعبر هذه التصريحات عن إحجام حقيقي عن استخدام القوة، وينظر إليها معظم الناس في الشرق الأوسط على أنها ضعف وهي السمة التي يحتقرها أهل هذه المنطقة. وعلى النقيض من المواقف الغربية التي تنظر إلى استخدام القوة على أنه غير حضاري وغير متناغم مع العصر، يرى أهل الشرق الأوسط أن استخدام القوة هو خيارٌ مشروعٌ في صندوق أدوات الجهات الفاعلة الدولية”.
واعتبرت الصحيفة أنّ “إحجام إسرائيل عن اتخاذ إجراءاتٍ استباقية في لبنان، سمحَت لحزب الله ببناء ترسانة صاروخيّة هائلة”، وأضافت: “لقد تحوّل حزب الله إلى وحش يخوض منذ الثامن من تشرين الأول حرب استنزاف ضدّ إسرائيل من دون أي رادع. وبمباركةٍ من إيران، نجح الحزب في إفراغ مناطق شمال إسرائيل وإجبار الجيش الإسرائيلي على نشر تشكيلات عسكرية ضخمة جنوب الحدود اللبنانية، وهي التشكيلات التي تحتاج إليها تل أبيب لتحقيق تقدم أكبر في غزة”.
وذكر التقرير أنَّ حرب الاستنزاف هي أفضل نتيجة للاستراتيجية الإيرانية، وأسوأ سيناريو مُحتمل بالنسبة لإسرائيل، ويُضيف: “إن استمرار وجود أكثر من مائة ألف صاروخ في أيدي حزب الله، التي يخوض حرب استنزاف طويلة، يشكل وضعاً لا يطاق بالنسبة لإسرائيل. إن التصعيد الهادف إلى القضاء على ترسانة الصواريخ هو وحده القادر على وضع حد لحرب الاستنزاف هذه”.
واعتبر التقرير أنه في الحالة اللبنانية، فإن “الحلّ الدبلوماسي الذي يسعى إليه الأميركيون والفرنسيّون هو سراب”، وأضاف: “لا يُمكن الوثوق بقدرة حزب الله على الالتزام لفترة طويلة بأي اتفاق لا يخدم أهدافه، في حين أثبتت قوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان عجزها”.
وأكمل: “إن الحرب ضد حزب الله أمر لا مفر منه؛ وربما يتعين على إسرائيل أن تنتظر ظروفاً أكثر ترحيباً، ولكنها سوف تأتي. كذلك، فإنَّ الاستعداد للتصعيد وتحمل التكاليف الإضافية يشير إلى التصميم على تحقيق الأهداف الضرورية. مع هذا، فإنَّ النصر في الحرب لا يتحقق فقط من خلال القدرة الأكبر على انتزاع التكاليف من العدو، بل وأيضاً من خلال القدرة على تحمل الألم والمعاناة”.