اخبار محلية

“الردّ مدروس وبمستوى الإعتداء”… هليفي لا يساوي “نعل” شكر!

تضرب الولايات المتحدة والبريطانيون مواعيد محتملة للردّ الايراني على إغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، كما تضرب مواعيد أخرى لردّ حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر، لكن الإيراني والمقاومة يبقون على صمتهم حول الموعد بهدف المباغتة وإبقاء الإسرائيلي في خضم الحرب النفسية إلى أطول فترة ممكنة، مما يمكن الطرفين من تسديد الضربة المدروسة التي تؤلم بدون أن تصل إلى إشعال فتيل الحرب الكبرى.

ويشير مدير عام شبكة مرايا الدولية فادي بودية في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن “المعادلة اليوم تتمثل بمحاولة العدو الإسرائيلي وبشتى الطرق تجنيد كافة الأطر الدبلوماسية من أجل عدم حصول الردّ، أو ان يكون هذا الردّ رمزيا لا يرقى إلى مستوى الإعتداء”.

و”بطبيعة الحال”، ووفق ما يرى بودية “في حال رفضت المقاومة في لبنان وكذلك القيادة الإيرانية رفضاً كلياً كافة العروض التي قدمت وأيضاً كافة التحذيرات التي وجّهت، فYن الرد سيكون على مستوى الإعتداء، فهذه هي المعادلة الطبيعية من وجهة نظر المحور بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور”.

ويوضح أنه “من واجب الإسرائيلي وبالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، عندما يتلقون الردّ أن يستوعبوه ولا يسارعون إلى التصعيد والذهاب إلى إشعال حرب كاملة، ذلك لأن رد المقاومة هو ليس ردًا بهدف إشعال الحرب بل من هو أجل وضع قواعد ردعية جديدة، بعد أن كسرت الإعتداءات الإسرائيلية الحواجز”.

ويؤكد في هذا الإطار، بأن “الردّ سيكون مدروساً في المكان والزمان المعينيين، وكذلك على مستوى وحجم الإعتداء بما لا يسمح بإعطاء ذريعة لإندلاع حرب شاملة”، مشدداً أنه “الكيان الإسرائيلي أن يتلقى هذا الردّ ويستوعبه وأن لا يصعد، وإلّا فإن كل الساحات ستشتعل”.

وبالحديث على معادلة أن يوازي الرد حجم الاعتداء، فهل سيتم إستهداف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجديد هرتسي هليفي مثلاً؟ يعتبر أنه “حتى رئيس أركان العدو لا يساوي عندنا “نعل” القيادي فؤاد شكر، وبالتالي نحن لا نتكلم لا بموضوع الأسماء، بل كل ما نقوله هو أنه هناك حيزاً جغرافياً يُسمى العاصمة، إضافة إلى المعادلة التي وضعها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وهي الضاحية تقابلها تل أبيب، فالكيان الإسرائيلي قد كسر هذه القاعدة، وبالتالي فإن المقاومة وقيادتها هي من يحدّد الهدف من حيث الهدف الجغرافي أو من حيث الهدف البشري، وربما لا يكون الهدف بشري فهذ ليس شرطاً، وإحتمال أن يكون شخصاً أو مجمعاً أو أي شيء يتسم بأهمية وبحساسية بالغة، إذًا قيادة المقاومة هي التي تقرر”.

ولا يرى بودية “ضرورة لإستعجال موضوع الرد، فالمقاومة وكذلك أيضًا إيران تدرسان ردّهما بشكل دقيق وواضح ومتناسب مع حجم الإعتداء، هذه هي القاعدة”.

وفيما يتعلق بزمن الردّ، يلفت بودية إلى “ما أعلنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه من الممكن أن يكون فجر اليوم أو في المساء”، مؤكداً أن “المقاومة غير معنية بهذا الكلام، على إعتبار الرد يحصل في الوقت التي تحدّده هي وليست في توقيت بلينكن، وبالطبع الرد سيكون مباغتًا ليصل إلى الهدف المنشود منه”.

أما عن إحتمال ردّ مشابه للردّ الإيراني السابق، حيث أبلغت ايران كل الدول بالتوقيت وبالتالي تم إسقاط الصواريخ قبل وصولها إلى اسرائيل، فيبرّر ذلك بأن “إيران ليست على حدود الكيان وبالتالي فإذا كانت صواريخها ومسيراتها ستنطلق من أجواء دول أخرى فمن الطبيعي أن تبلغ بأنه سوف تمر مسيرات في أجواء هذه الدول، وذلك بسبب إحترامها لسيادة الدول، وهذا الأمر الذي لا تفعله لا أميركا ولا إسرائيل”.

وفيما يتعلق بزيارة رئيس وزراء الأردن إلى إيران والحديث عن وساطة يقوم بها، يرى أن “جزءًا من محاولات الردع للردّ الايراني لا سيما أن موقف الأردن كان غير إيجابي المرة الماضية، حيث إعترض الصواريخ الإيرانية، رغم مرور الصواريخ الاسرائيلية والطائرات منها لإستهداف إيران لذلك هي أسوأ وسيط في هذا الاطار”.

ويؤكد أن “الرد سيكون مدروسًا دون أن يجر إلى حرب واسعة، لكن ذلك يتوقف على كيفية تعاطي الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية مع الرد الإيراني ورد المقاومة، ففي حال حصل الرد وإنتهينا وتمت العودة إلى قواعد الإشتباك الموجودة، عندها قد نتفادى حرباً شاملة، ولكن في حال حصل رد على الرد فسنكون أمام تصعيد، وبالتالي نكون قد دخلنا في أتون الحرب الشاملة والمفتوحة والقتال من دون أية سقوف، وأما في حال “بلع” الإسرائيلي الرد وكذلك الأميركي وأقنع الإسرائيلي بضرورة التوقف هنا، وضرورة عودة قواعد الإشتباك إلى قواعدها عندها نطوي صفحة الحرب الشاملة”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى