هذا ما حصل بشأن أمن “الضاحية”…والحرب حتماً!

تتواصل المساعي السياسية بهدف تجنيب الضاحية الجنوبية أي توترٍ أمني جديد إثر الإشكال الذي شهدته قبل أيام بين أشخاص من آل المقداد وأسفر عن مقتل شخص جرّاء إطلاق نار.

آخر المعطيات في هذا الإطار تقولُ إن مرجعيات حزبية دخلت على خط التهدئة لسحب فتيل التوتر بأسرع وقت ممكن تحت إطار أن “الظروف غير مناسبة بتاتاً لحدوث مثل أي توتر في الضاحية”.

ووفقاً للمصادر، فإن تجاوباً إيجابياً لُمس من طرف عائلة القتيل لوأد الفتنة ومنع تصعيد الأمور شرط تسليم كافة المتورطين على أن تتم لاحقاً دراسة إمكانية إجراء مصالحة.

وذكرت المصادر أن قيادات رفيعة من “حزب الله” تتدخل على الصعيد القائم، وما حصل هو أنه كان هناك كلامٌ مفاده أن أي اشتباك داخل الضاحية سيكون بمثابة خدمة لإسرائيل في ظل التوتر القائم.

ليس من السهل الحديث عن ان الحرب الشاملة والمفتوحة بين “حزب الله” ولبنان من جهة وبين اسرائيل من جهة اخرى باتت حتمية، لان هكذا ترجيحات تحمل معها حديثاً موازيا عن امكانية وقوع الحرب الاقليمية مع ما يعنيه ذلك من تفلت كامل للامور وحجم دمار غير مسبوق، وعليه فإن القرار بالذهاب الى الحرب لدى اسرائيل او خصومها ليس بهذه البساطة، انما يمكن التأكيد فقط على ثابتة واحدة هي ان الرد الايراني ورد “حزب الله” آتيان لا محالة ولا يمكن ابدا تجاهل هذه النقطة او استشراف المستقبل القريب عبر تجاهلها.

وصلت كل الوساطات التي نقلت رسائل من اميركا واسرائيل الى ايران و”حزب الله” في الساعات الماضية الى طريق مسدود، اذ ان الرد بات محسوما ويبدو الا تنازل عن حجمه وهدفه ولم تعد طهران و”حزب الله” يفتحان الباب لاي وساطة اميركية بعد قصف الضاحية الذي اعقب تطمينات اميركية بأن الضاحية محيدة. في كل الاحوال يبدو ان الرد سيحصل خلال المرحلة المقبلة لكن هل سيؤدي حتما الى حرب شاملة؟

هناك عدة احتمالات يمكن الحديث عنها وقد تكون الحرب الشاملة هي احداها، الاحتمال الاول هو ان يرد المحور، بشكل جماعي او بشكل فردي وان تقوم اسرائيل بإبتلاع الضربة، لكن هذا الاحتمال ضعيف نسبيا، اولا لان الرد سيكون قاسيا وقويا ولا يمكن تخطيه والا سيسبب ضررا لمنظومة الردع الاسرائيلية وثانيا لان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لديه رغبة بالتصعيد ولن يترك هذه الفرصة من دون الاستفادة منها.

الاحتمال الثاني هو ان تقوم اسرائيل بالتهديد بالرد على الرد، ويأخذ الامر عدة ايام بعد الضربة الايرانية او ضربة “حزب الله” فترد اسرائيل بما هو اقل واضعف من رد المحور، فيرد المحور بما هو اقل من الرد الاسرائيلي وهكذا تتراجع احتمالات الحرب وتذهب الامور الى ردع وردع مضاد وتثبيت قواعد اشتباك جديدة، وتعود الامور الى ما هي عليه ضمن الستاتيكو المعتاد منذ بدء “طوفان الاقصى”، وهذا امر وارد واحتمال حصوله منطقي خصوصا ان الولايات المتحدة الاميركية سيكون لها دور بحصوله.

الاحتمال الثالث هو ان تبقى الضربات بين الطرفين فترة طويلة بمعنى ان يصل الرد ومن ثم رد على الرد وهكذا، وهذا ما قد يكون عبارة عن ايام قتالية لا تتفلت فيها الامور الى حدود كبيرة، اي ان المعركة ستبقى ضمن حدود الاستهدافات العسكرية ولا يقوم اي طرف من الاطراف بإستهداف المدنيين او تدمين المدن في العمق، وهذا الامر قد يؤدي بشكل فعلي الى فتح ابواب التسوية في لبنان وفلسطين والمنطقة ككل.

اخيرا احتمال الحرب الشاملة الذي قد يحصل بعد الرد الايراني مثلا، اذ تذهب اسرائيل الى رد كبير وسريع ومن ثم رد اخر من قبل المحور يفوق الرد الاول فتتدحرج الامور لتصل الى حرب شاملة قد تكون بدايتها معروفة لكن نهايتها غير معلومة النتائج، خصوصا ان قوى كثيرة قد تتدخل في المعركة وقد تتحول عمليا الى حرب اقليمية وهذا ما اكدت ايران انها مستعدة له اذا كان هو ثمن ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية.

ch23