رأى الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, أنه “ليس باستطاعة أي محلل عسكري وسياسي أن يصل إلى أي معلومة حول كيفية رد حزب الله أو إيران على اغتيال القائدين الكبيرين, فؤاد شكر واسماعيل هنية”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أكّد العريضي, أن “المعلومات تشي بأن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من يملك كلمة السر وتوقيت الرد والذي باعتقادي سيكون مدوياً وقاسياً جداً, وبعدها ربّما تتحرّك الديبلوماسية الدولية ويتم احتواء الوضع”.
وأضاف, “إذا خرجت الأمور عن مسارها, وحصل خطأ استراتيجي من كل الأطراق المتقاتلة, عندها آب اللهاب سيشهد على عمليات عسكرية وتطورات أمنية دراماتيكية, وبعدها الدور للديبلوماسية الدولية والإقليمية”.
وأشار إلى أن “السيد نصرالله قد يعلن اليوم الثلاثاء في خطابه عن تحرّك ما كما كانت الحال عندما قصفت البارجة, ويومها كان يخطب في العام 2006, وهذا ما حصل, لذلك كل الخيارات مباحة ومتاحة, ويجب على الجميع في لبنان أن يتوحّدوا, لمواجهة العدو الإسرائيلي, الذي سجّل 1500 خرقاً برياً وبحرياً وجوياً قبل عملية الـسابع من تشرين الأول”.
وأكّد أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد لا هدنة ولا من يحزنون, فمن يقول عكس ذلك فهو مخطئ”, وتمنّى أن “لا تتكرّر المواقف والتجارب التي حصلت في العام 2006, فالبعض منهم اتّعظ اليوم وعاد ليدعم المقاومة, بعد قراءات خاطئة وفولات من العيار الثقيل”.
وتابع, “اليوم هناك من يغامر ويقامر بمصير البلد, فلا أحد يراهن على الولايات المتحدة الأميركية أو أي دولة أخرى, فالمقاومة تواجه عدواً وهم شريحة لبنانية, شاء البعض أم لم يشاء, ناهيك إلى مسائل أخرى, أن إسرائيل تسعى لتوسيع رقعة عملياتها العسكرية ولديها بنك أهداف لتدمّر المنشآت المدنية والحيوية, فمن يركن لإسرائيل وأحابيلها”.
ومن هذا المنطلق, أضاف العريضي: “ثمّة من يقومون بدورهم على أكمل وجه, على مستوى القيادات والأحزاب ووزراء, وهنا لا بد من التنويه بالدور الذي يضطّلع به وزير الإقتصاد أمين سلام, أكان على مستوى مواجهة العدو ودعمه للمقاومة, وللثوابت الوطنية والعربية ومن ثم مواجهة المحتركين وهو الذي قال العصا لمن عصى, وهذا يجب أن يعمّم على كل من يستغّل المواطنين, خصوصاً الذين يطلبون بدلاً باهظاً للإيجارات لأهلنا في الجنوب والضاحية, وهذه بمثابة جريمة بعيدة عن الإنسانية”.
وكشف العريضي, أن “الديبلوماسية البريطانية تلعب دوراً كبيراً, وهي التي أخّرت العمليات العسكرية وذلك من خلال صداقة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بوزير الخارحية البريطانية”.
وأشار إلى أن “العين على الأردن, وبحسب معلوماته, ملك عبد الله الثاني يقوم بدور كبير وجبّار عبر التواصل مع الجميع لثني إسرائيل عن أي عدوان قد تشنّه على لبنان وفي فلسطين, وربّما أماكن أخرى, ولهذه الغاية خط الديبلوماسية الأردنية مفتوح مع بريطانيا وواشنطن وباريس والقاهرة والمملكة العربية السعودية, بما لدى الأردن من دور تاريخي استخباراتي”.
وشدّد على أن “تطوّر الأمور مرتبطة بالميدان وكيفية رد حزب الله وإيران على اغتبال القائدين شكر وهنية, وهذا يعني أننا أمام ساعات عصيبة وحبس أنفاس, وطبول الحرب تقرع ولكن لا أعتقد أنها ستكون طويلة, فسنكون أمام أيام الحرب الستّة أو أسابيع وربّما أيام”.
وأضاف, “آب سيكون لاهاباً وكل شيء مستنفر في البلد, أكان من خلال دور رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر, من أجل وضع كل الخطط لدعم العائلات الجنوبية, وأبناء البقاع والضاحية الجنوبية وكل اللبنانيين, وصولاً إلى أن الجهوزية العسكرية وبنك الأهداف لدى حزب الله, فكل الأطراف وضعت أكثر من سيناريو, وقد نشهد عمليات كوماندوس واغتيالات وسوى ذلك وبأساليب تكنولوجية واستخباراتية ومعلوماتية, إنها الحرب, والحرب آتية ولكنها لن تطول”.
وخلُص العريضي, إلى القول: “الأمن الداخلي ممسوك من قبل الجيش اللبناني ولا سيّما الأمن العام بفضل سهر وتوجهات مدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري, الذي يقوم بدور جبار, فالتهريب توقّف تقريباً بشكل لافت, وضبط الحدود ممسوك, وكل الأمور تسير على قدم وساق, على صعيد الجوازات أو ضبط المعابر”.
ليبانون ديبايت