لبنانيون على حافة الانهيار النفسي: قلق واكتئاب واضطرابات مع تصاعد الخوف من الحرب
وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و”حزب الله”، يعيش اللبنانيون حالة من القلق والتوتر النفسي، مع تصاعد التوترات الأمنية وتكرار خرق الطائرات الإسرائيلية لجدار الصوت على ارتفاعات منخفضة. تلك الانتهاكات اليومية تعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة من حروب سابقة وتزيد من حدة التوترات النفسية لدى الكثيرين، ما يدفع البعض إلى نوبات هلع وإحساس بالخوف المستمر.
جنى، التي تبلغ من العمر 29 عامًا وتعيش في قرية جنوبية بعيدة نسبيًا عن الحدود، تعبر عن مخاوفها بقولها: “عندما أسمع جدار الصوت يتكرر، أشعر أن البيت سيسقط عليّ، ويجتاحني خوف كبير”. هذه المخاوف لم تعد مقتصرة على جنى فقط، بل أصبحت جزءًا من الحياة اليومية للكثيرين، حيث أعادت أجواء التوتر الحالية ذكريات حرب يوليو 2006، التي تركت آثارًا نفسية عميقة.
في ظل هذا التصعيد، يشير خبراء الصحة النفسية إلى أن العديد من اللبنانيين يعانون من اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة، في بلد عانى طويلاً من الحروب والنزاعات. ووسط هذه الأجواء المتوترة، يشهد لبنان تصاعدًا في الاتصالات التي تتلقاها جمعيات الصحة النفسية، معظمها من شباب لم يعايشوا الحرب الأهلية، لكنهم يعيشون الآن واقعًا مليئًا بالضغوط النفسية.
من جهة أخرى، يعبر شربل شعيا، طالب الحقوق الذي عاد إلى لبنان لقضاء عطلته، عن تجربته مع نوبات الهلع التي اجتاحته بعد سماع دوي جدار الصوت: “شعرت بعدم القدرة على التنفس وتنميل في رجلي”، مفضلاً البقاء في لبنان على الرغم من المخاطر.
أما أندريا فهد، التي تضررت شقتها في انفجار مرفأ بيروت، فتحاول التكيف مع الوضع عبر الإبقاء على نوافذ منزلها مفتوحة طوال اليوم خوفًا من انهيار الزجاج، معتبرة أن ممارسة الرقص مع أصدقائها يساعدها على نسيان المخاوف ولو بشكل مؤقت.
هذا الجو المشحون بالقلق لا يقتصر على الأفراد، بل يطال المجتمع بأسره، مع تصاعد الدعوات للتوقف عن إطلاق الألعاب النارية التي تزيد من حدة التوتر. وبالرغم من محاولات البعض استخدام الفكاهة والسخرية للتخفيف من حدة الضغوط، يبقى الخوف من المجهول حاضرًا في أذهان الكثيرين، متسائلين عما إذا كانت الحرب ستصل إليهم في أي لحظة.
ترانسبيرنت نيوز