اعتبر مسؤول عسكريّ سابق في الجيش الإسرائيليّ أنَّ “حزب الله سيفقد شرعيته في حالة اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل”.
وفي حديثٍ عبر “بدوكاست جيروزاليم بوست” قال مستشار الأمن القومي السابق اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور إن “الحرب مع إسرائيل من شأنها أن تشلّ حزب الله حتى في أفضل السيناريوهات، ولهذا فإن التنظيم يحاول تجنّب الصراع الشامل”.
وأوضح عميدرور أنه “في حين أنّ حزب الله وإيران يريدان الرد على إسرائيل في أعقاب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران كإظهارٍ للقوة، فإنّ الثمن الذي سيتعين على حزب الله دفعه ليس في مصلحتهما”.
في غضون ذلك، يرى عميدرور أنّ “الإيرانيين يرون أنهم قد ينهون الحرب بنجاحٍ كبير عبر ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقتل الإسرائيليين وضرب البنية الأساسية وما إلى ذلك. إلا أنه في المُقابل، فإنَّ حزب الله سيكون أضعف بكثيراً بعد ذلك، وهذا الأمرُ ليس في مصلحته أو حتى في مصلحة إيران. عملياً، فإن حزب الله يريدُ الحفاظ على شرعيته في لبنان وسوف يخسرُ الكثير إذا جلب لبنان إلى مثل هذه الأزمة”.
وأكمل: “حالياً، يتمتعُ حزب الله بموقع قوي للغاية في لبنان، حيثُ يُسيطر فعلياً على البلاد. مع هذا، فإنَّ الحزب هو صانع الملوك في لبنان، وإذا لم يوافق على وجود شخصٍ ما في السلطة، فإن هذا الأخير لن يكون ضمنها”.
كذلك، رأى عميدرور أن “حزب الله لا يحظى بنفس مستوى الدعم الشعبي الذي تتمتع به حركة حماس”، مشيراً إلى أنه “رغم كل ذلك فإنَّ قوة الحزب ليست مضمونة، فهو يفقتر إلى الدعم الواسع النطاق الذي تتمتع به حماس بين الفلسطينيين. اعتقد أنه لو جرت انتخابات حرة في لبنان غداً، فإن حزب الله لن يفوز بالأغلبية”.
مع هذا، فقد وجد عميدرور أنّ “حزب الله لا يزال يُحاول التصعيد لكن ليس إلى حدّ الحرب الشاملة”، مشيراً إلى أنَّ “الحزب يبحثُ عن شيء يمكن أن يكون واضحاً لإسرائيل وعنوانه الأساس هو أنه لا تعثبوا معنا”، وأضاف: “من المفترض أن يكون هذا رد فعل على حقيقة أننا اغتالنا الرجل الثاني في حزب الله.. لذا فمن وجهة نظرهم، فإن خطوتهم التي سيتخذونها هي ردة فعل”.
في غضون ذلك، تطرق المحلل الإسرائيلي ليات كولينز إلى مسألة الرد الإيرانيّ المُرتقب ضدّ إسرائيل، وقال: “في نيسان الماضي، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات من دون طيار القاتلة على إسرائيل. وبفضل تحالف استثنائي ضم الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول الأخرى، كان الضرر أقل مما حلم به المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي.. حينها، أصيبت فتاة بدوية صغيرة بجروح خطيرة في منزلها في النقب (خرجت مؤخراً من المستشفى) ولحقت بعض الأضرار الطفيفة بقاعدة عسكرية”.
وأكمل: “لكنَّ الضربة لم تكن مضيعة كاملة للوقت بالنسبة لإيران، فقد تعلَّمت الأخيرة بعض الحقائق عن قدراتها وإمكانياتها في المستقبل. بدلاً من التلويح بإصبع تحذير طهران من ضرب إسرائيل، يتعين على زعماء العالم أن يتخذوا تدابير فعالة ضد إيران”.
وتابع: “إن إسرائيل ليست هي التي تعمل على تصعيد الصراع، فإيران هي التي ترعى حماس التي ارتكبت مجزرة 7 تشرين الأول الماضي ضد إسرائيل. كذلك، تزود إيران جماعاتها بالأسلحة والصواريخ التي لا تزال تُطلَق على إسرائيل، كما تدعم إيران الحوثيين الذين يهاجمون السفن الدولية.
وأردف: “إن إسرائيل لا تستطيع أن تقف وحدها في هذه المعركة. إنها ليست معركة إسرائيل وحدها. عندما تسمح القوى العالمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بالوصول إلى مليارات الدولارات التي تستخدمها لتمويل وكلائها وتمكينها من البقاء على أعتاب القدرة النووية العسكرية، فإن الدعوات إلى ضبط النفس تصبح مجرد صدى أجوف. إن تهديد إسرائيل بفرض عقوبات على الأسلحة لا يردع طهران”.
لبنان24