يشكّل الخامس عشر من آب محطة تريدها الترويكا الأميركية- القطرية- المصرية مفصلية في مسار الحرب الإسرائيلية في غزة، واستطرادا التطورات العسكرية عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية. ذلك أن الارتباط العضوي بين الجبهتين بات أمرا ثابتا بقرار من محور الممانعة، وتاليا لن تستكين حرب المساندة التي يخوضها حزب الله ما لم تخمد جبهة غزة.
يُنتظر مدى تجاوب الطرفين المعنيين، تل أييب وحركة حماس، مع الدعوة الثلاثية إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يوم ١٥ آب في الدوحة أو القاهرة، وفق صيغة اتفاق-إطار أعدّته الترويكا العربية- الأميركية استنادا إلى مقترحات الرئيس جو بايدن.
وثمة معطيات عن تواصل خارجي حصل مع إيران وحزب الله من أجل إرجاء أي ردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية والقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر إلى ما بعد ١٥ آب، توخّيا لتوضّح المشهد في غزة. غير أن لا تأكيد على صحة تلك المعطيات، تماما كما أن الحزب غير معني بمنح ضمانات في خضمّ المعركة التي يخوضها.
ويبقى أي معطى إيجابي رهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسلوكه الملتبس حيال المفاوضات، التي عادة ما يسعى إلى تفخيخها، إن عبر افتعال الخلاف مع وفده المفاوض واستدعائه على عجل، أو من خلال التصعيد الميداني على غرار المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي قبل يومين في مدرسة “التابعين” التي تؤوي نازحين في حي الدرج، شرق مدينة غزة.
ولا تزال واشنطن تؤكد قرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، خلافا للانطباع السائد القائم على انتفاء مصلحة نتنياهو وقف الحرب إلا بعد تحقيق ما يبغي من مكاسب أغلبها ذاتي مرتبط بمستقبله السياسي ووضعه الشخصي.
وكان بايدن قد أكد في أحدث تصريح أن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل لا يزال ممكنا، لافتا إلى أن “الخطة التي وضعتها والتي أقرتها مجموعة الدول السبع، وأقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تزال قابلة للتطبيق”. أضاف: “أعمل كل يوم مع فريقي بالكامل للتأكد من عدم تصعيد الأمر إلى حرب إقليمية، ولكن من السهل حدوث ذلك”.
ليبانون فايلز