هكذا ردّ “التيار” على كنعان… واشتعلت الحرب!
قال النائب إبرهيم كنعان كلمته ومشى من “البيت الأبيض” في جديدة المتن، حيث الولادة والسياسة والخدمات والعلاقة بين أبناء المتن الشمالي والعائلة الكنعانية. واللافت أنه لم يعلن استقالته من “التيار الوطني الحر” ولم يُقَل، بل أراد أن يطلق مبادرة علّ المعنيين يتلقفونها فيعود التيار إلى تماسكه، وخصوصاً في المتن، علما أن كنعان كان اضطلع بدور محوري على الساحة المسيحية عبر مساهمته في ولادة تفاهم معراب بهدف إعادة اللحمة بين المسيحيين بعد “حرب الإلغاء”، وإن لم يسلك التفاهم طريقه الصحيح بفعل الخلافات، إلا أنه كان مفصلياً وفي توقيت لافت. من هذا المنطلق، فإن كنعان عاد ليؤدي دوره لعله يصل إلى قواسم مشتركة من أجل مصالحة شاملة داخل التيار، وعودة الذين استقالوا أو أقيلوا، إلى البيت البرتقالي.
الردّ من قيادة التيار كان متوقعاً، فلم تتلقف مبادرة كنعان بإيجابية. فقد صدر بيان بدا خارج السياق الذي تطرق إليه كنعان، المنادي بعناوين بارزة للتضامن والمصالحة، إنما “على من تقرأ مزاميرك يا داود”، فالمعنيون، أي قيادة “التيار الوطني الحر”، ذهبت بعيداً في مبادرة كنعان، وهذه الفوقية أزعجت البعض بعدما كان ثمة رهان على أن تكون بمثابة الخرطوشة الأخيرة لعودة النواب الذين استقالوا أو أُقيلوا إلى منازلهم، ولاسيما أنه مشهود لهم بالاعتدال والعمل والوفاء لدى نواب التيار ومن المؤسسين.
ويبقى السؤال: هل هناك من تأثير على خروج هؤلاء النواب، ولا سيما بعد عدم اكتراث التيار للبيان الذي أدلى به النائب كنعان، والذي اعتبر بمثابة خريطة طريق لإعادة لملمة صفوف التياريين؟ هنا تجدر الإشارة إلى أنه بعد تولي النائب السابق وليد جنبلاط رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي خلفا لوالده كمال جنبلاط، يومها فصل القياديين البارزين محسن دلول ورياض رعد، واستمر الحزب، والأمر عينه انسحب على حركة “أمل” عندما تم فصل النائبين محمود أبو حمدان ومحمد عبد الحميد بيضون، إلى الكتائب عندما أقيل النائب إدمون رزق وسجعان قزي وسواهما، ما يعني أن الأحزاب تستمر، لكن هل يمكن “التيار” الاستمرار بعدما فقد المؤسسين، وقامة نيابية لها دورها وحضورها؟ أم أنه يستمد قوته من وجود مؤسسه الرئيس ميشال عون، من دون إغفال دور رئيس “التيار” النائب جبران باسيل؟
في هذا السياق، تقول مصادر “التيار” لـ”النهار”، إن البيان كان واضحاً بالرد على النائب كنعان، الذي اعترف بأنه لم يحضر اجتماعات المجلس السياسي لثلاث مرات، وبالتالي هذا المؤتمر خارج عن الشرعية الحزبية، ولا يمكن التعامل معه إلا من خلال هذا المنطلق.
وهل يُفصل النائب كنعان؟ ترد بأن “ليس من الضروري أن يفصل، إنما بياننا كان واضحا، ولن نخوض في أكثر من ذلك، فنحن أعطينا فرصة لكل الذين استقالوا، وتحديداً النائب آلان عون، وثمّة موقف واضح من رئيس التيار النائب باسيل، الذي أعطى أكثر من فرصة، وكان متجاوباً، ولم يقدم على الخطوة إلا بعدما رفضوا الامتثال للشرعية الحزبية، لذلك المؤتمر الصحافي لا لزوم له، وكما قلنا هو خارج عن الشرعية الحزبية”.
وأخيراً، هل يعقد رئيس التيار النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً للرد على بيان كنعان، وما حصل في التيار؟ تخلص المصادر البرتقالية إلى القول: “قطعاً لا، فلا لزوم لهذه المسألة على الإطلاق.
فكيف يكون موقف كنعان بعد هذا البيان؟ الأيام المقبلة كفيلة ببلورة صورة ما يجري داخل صفوف البرتقالي.
“النهار”- وجدي العريضي