في فصل الصيف تبقى المسابح هي المقصد الأهم والمفضل لدى الكثير من العائلات اللبنانية هربًا من موجات الحرّ، باعتبارها آمنة أكثر من الشواطئ بعد أن أظهرت الدراسات مؤخرا أن هناك 26 موقعا فقط صالحا للسباحة في البحر اللبناني.
هذه العائلات وثقت بادارات المسابح وأمّنت على أنفسها وأبنائها مع وجود مادة الكلور المطهرة في المياه التي يسبحون فيها ومفترض بها أن تكون عنصر أمان، فكانت هي العنصر الضار الذي سبب لهم أضرارًا جسدية وخيمة اذ تبين أن بعض أصحاب المسابح لم يلتزموا بالمعايير المتفق عليها دوليا والمشار إليها من قبل منظمة الصحة العالمية وأفرطوا باستخدام تلك المادة الكيميائية الخطرة وخاصة في برك الأطفال، فجاءت العوارض بأشكال متعددة عند الكثير من مرتادي أحواض السباحة مثل التهاب في العيون بالاضافة الى أمراض جلدية مؤلمة
وكانت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، قد حددت الاستخدام الآمن والمناسب للكلور وهو 1 جزء من المليون على الأقل في مياه الحوض، و3 أجزاء من المليون في أحواض المياه الساخنة.
الآثار الجانبية للكلور
في حديث لـ”لبنان 24″، يشير طبيب صحة عامة الى أن “المسابح تُعتبر مصدرًا أساسيًا للجراثيم والبكتيريا التي تؤذي صحة الإنسان، ويمكن أن تسبب المياه التي تحتوي على الكلور فوق المعدلات الموصى بها أعراضًا جلدية مزعجة مثل: جفاف الجلد والاحمرار والحكة، والطفح الجلدي، والأكزيما أو حتى الصدفية، وتهيّج حب الشباب بالإضافة إلى التهاب في العين”.
وأضاف: “يؤدي استخدام المستويات العالية من الكلور المركّب إلى إطلاق مادة الكلورامين في الماء والهواء، مما يؤذي الجهاز التنفّسي ويزيد من أعراض الحساسية خاصة لمرضى الربو، مما يضاعف حالات السعال، والصفير، ونوبات الربو الحادة، والحكة والسيلان أو انسداد في الأنف”.
كما يمكن للكلور والمواد الكيميائية الأخرى الخاصّة بحمّام السباحة أن تزيل الطبقة الرقيقة من الدموع التي تغطي العين. فينتج عن ذلك آثار جانبية للعين مثل: الحريق وذرف متواصل للدموع ثم الجفاف، وضباب في الرؤية.
ولهذه الأسباب، تنصح الأكاديمية الأميركية لطب العيون بما يلي: “غسل العينين بالمياه العذبة بعد السباحة للمساعدة في إزالة آثار الكلور في العينين و ايضا، استخدام قطرات العين لإعادة التوازن للدموع، وارتداء النظارات الواقية لإبعاد المياه التي تحتوي على الكلور عن العينين”.
26 موقعاً بحرياً آمناً
أعلن المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان نتائج المسح الشامل بخصوص مدى أمان وصلاحية 37 موقعًا جغرافيًّا للسباحة على طول الشاطئ اللبناني من عكار وصولاً إلى الناقورة.
وكشف التقرير عن وجود 26 موقعًا بحريًّا يحمل تصنيف “جيد إلى جيد جدًا” وآمن للسباحة منها “المنية” في طرابلس، “شاطئ البحصة العام” في البترون، “الشاطئ الشعبي” في جبيل، و”الصفرا” في جونية.
وأشار التقرير إلى وجود 6 مواقع مصنّفة “حذرة إلى حرجة وغير آمنة “ونسب التلوث البكتيري في مياهها تعتبر “متوسّطة” و هي عرضة لارتفاع مستوى التلوث بشكل متقطع مثل “عكار” و”المنارة ” في بيروت و”الشاطئ الشعبي” في صيدا و”الشاطئ الشعبي” في صور.
أما المواقع المصنفة “ملوّثة إلى ملوّثة جدًا” والتي لا تصلح للسباحة، فعددها 5 وهي: “المسبح الشعبي” في طرابلس و”المسبح الشعبي الرملي” في جونية و”جانب المرفأ ” في الضبية و”مصب نهر أنطلياس” و”شاطئ الرملة البيضاء الشعبي” في بيروت.
وتشير نتائج التقرير الى تحسن الحالة العامة للشواطئ اللبنانية هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إذ شهدت تقدمًا ملحوظًا لـ 9 مواقع بحرية وتراجعًا محدودًا لـ 3 مواقع.
عزيزي المواطن، الشواطىء الصالحة للسباحة باتت معروفة والدراسات توضح ذلك، أمّا عن المسابح فمن حقك بعد الاضرار التي حدثت للأطفال والمواطنين جراء العشوائية والاستخدام غير العلمي للمواد المطهرة أن تجري فحوصات بسيطة ان كان لديك الامكانية تظهر لك نسبة الكلور بالماء من خلال شرائط الاختبار الخاصة أو أجهزة القياس الرقمية، فـ”درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
لبنان 24