“الحزب” يطعن في أشرف الناس!

لم تكن صيدا يوماً سوى مدينة وطنية عروبية، شاركت أبناء فلسطين والجنوب في معاركهم واحتضنت مقاوميهم بكل حفاوة. هذا هو موقف صيدا وأبنائها منذ ثلاثينات القرن الماضي، مروراً بالإجتياح الإسرائيلي عام 1982، وصولاً إلى حرب تموز 2006.

في ظل قيادة النائب أسامة سعد، حافظت صيدا الناصرية على التزامها بخط المقاومة، ولم تبتعد قيد أنملة عن هذا المبدأ. شاركت في حرب تموز، تلقت الضربات، احتضنت النازحين، وكانت معبراً للسلاح إلى الجنوب. ومع ذلك، لم يرغب حزب الله في أن يكون في صيدا نائب مقاوم يتعامل معه بندية أو يخالف قراراته، بل أراد من ينفذ أوامره دون نقاش.

بدأت هجمات حزب الله على أسامة سعد عام 2008، بعد رفض سعد الهجوم على مكاتب تيار المستقبل خلال أحداث السابع من أيار. في ذلك الوقت، صرح سعد بأنه وتنظيمه الشعبي مستعدان لحماية منزل النائب بهية الحريري في حال تعرضه لهجوم من خارج المدينة.

في عام 2013، طلب الحزب من أمين عام التنظيم الناصري المشاركة في الهجوم المسلح على مجموعات أحمد الأسير، ولكن سعد رفض الطلب وأصر على أن يتعامل الجيش مع الموقف، رافضاً أن يسقط الدم بين أبناء المدينة الواحدة.

استمرت العلاقة متوترة بين سعد وحزب الله، لكن سعد لم يقطع العلاقة تماماً. ظل يؤكد في مجالسه الضيقة والعامة أنه لا يتوافق مع سياسة الحزب الداخلية أو الاقتصادية، لكنه في موضوع المقاومة والسلاح لم يكن خنجراً في ظهر المقاومة.

مع اندلاع ثورة تشرين 2019، كان أبناء التنظيم الناصري وعلى رأسهم أسامة سعد في طليعة المشاركين في الثورة. رد الحزب بإعلان الحرب علانية على سعد، فأرسل مجموعة من مناصريه للاعتداء على خيم المتظاهرين في صيدا، وفرضوا قيوداً على الخدمات في المدينة.

رغم صمود سعد ومواقفه الثابتة في الدفاع عن حقوق أبناء المدينة، استمر الحزب في محاربته، وطرح مرشحاً منافساً ضده هو نبيل الزعتري. فاز سعد في الانتخابات واستمر في مواقفه دون مهاجمة الحزب مباشرة.

قبل أيام، أعلن سعد أن صيدا لن تكون إلا مع المقاومة، وأن المدينة تذوب حباً وترحيباً بأبناء الجنوب، ووجه التحية لأبناء الجنوب وتضحياتهم. لكن رد حزب الله كان قاسياً، حيث قام نائب الحزب عن عرسال، ملحم الحجيري، بجمع عدد من “الحردانيين” من التنظيم بعد عدم تحقيق سعد لمطالبهم الشخصية، ليعلنوا عن حزب ناصري جديد في المدينة يهدف بشكل رئيسي لمواجهة سعد.

فهل بهذه الطريقة تُرد التحية؟

Exit mobile version