ماذا ستشهد إسرائيل إن دخلت لبنان؟ تفاصيل مثيرة عبر تقريرٍ بريطانيّ
ماذا ستشهد إسرائيل إن دخلت لبنان؟ تفاصيل مثيرة عبر تقريرٍ بريطانيّ
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة تقريراً جديداً تطرقت فيه إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها جبهة جنوب لبنان وإسرائيل، أمس الأحد، وذلك في أعقاب تنفيذ “حزب الله” رده على اغتيال القيادي فؤاد شكر.
ويقول التقرير إنه “لو كان حزب الله وإسرائيل يريدان حرباً شاملة، لكانت قد اندلعت منذ وقت طويل، وسيرحب كل جانب بتدمير الجانب الآخر، ولكن من الواضح أن الوقت ليس مناسباً لأي منهما للانزلاق إلى صراع واسع النطاق”.
وأوضح التقرير أن “تبادل الأعمال العدائية عبر الحدود الإسرائيلية- اللبنانية صباح الأحد، يوفر دليلاً آخر على هذه الحقيقة الأساسية”، وأردف: “بالنسبة إلى الأسلحة التي أطلقت، فقد كان هذا أكبر اشتباك منذ أشهر عدة. لقد دفعت إسرائيل بـ100 طائرة مقاتلة إلى الجو وقصفت أكثر من 40 موقعاً بالصواريخ”.
ويزعم التقرير أيضاً إنه “من الواضح أن القوات الإسرائيلية كانت تتجنب إصابة المدنيين في لبنان، أكثر بكثير مما تفعله في غزة”، وتابع: “بينما تصر إسرائيل على أنها ستقاتل حتى يتم القضاء الكامل على حماس، أكد وزير خارجيتها يسرائيل كاتس الأحد، أن حكومته ليست مهتمة بمثل هذه المعركة الوجودية مع حزب الله”.
ولدى الجانبين أسباب مقنعة لعدم خوض الحرب الآن، ووفق التقرير، فإن “إسرائيل ليست لديها القدرة على تحمل جبهة أخرى، في حين أنها لم تتمكن بعد من القضاء على حماس بشكل كامل، بينما الضفة الغربية تقترب من حافة انفجار أوسع نطاقاً للعنف الذي يمارسه المستوطنون المتشددون”.
يوضح تقرير “الغارديان” أيضاً أنّ”قادة الجيش الإسرائيلي يُدركون أن الحرب مع حزب الله لا يمكن كسبها من دون غزو بري، الأمر الذي سيكلف حياة العديد من الجنود الإسرائيليين”، وأردف: “على رغم التحسينات الأخيرة، لا تزال الدبابات الإسرائيلية تعتبر معرضة بشدة للكمائن”.
كذلك، يقول التقرير البريطاني أنّ “قيادة حزب الله تتمتعُ بأصول سياسية واقتصادية يتعين عليها حمايتها في لبنان، والتي قد تتعرض للدمار إذا ما نشبت حرب مع إسرائيل”، وأردف: “من الواضح أن إيران، الراعي الإقليمي لحركة حماس، ليست مستعدة للصراع أيضاً، وقد أرجأت في الوقت الحالي تهديدها بالرد على قتل إسرائيل للزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي”.
التدمير الذاتي
وبحسب التقرير، لا يشارك حزب الله وإيران دوافع التدمير الذاتي التي تحرك يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، والذي شنّ هجومه المفاجئ على إسرائيل في 7 تشرين الأول بناءً على افتراض خاطئ بأن حلفاءه في بيروت وطهران سينضمون إلى المعركة، ويضيف: “لكن مجرد كون إسرائيل وحزب الله لا يريدان الحرب الآن، لا يعني أنها لن تندلع، إذ يستخدم الجانبان أدوات بدائية للغاية، تتمثل بالمتفجرات بشكل رئيسي، لتوجيه رسائل إلى بعضهما البعض، مما يخلق مجالاً واسعاً لسوء التقدير”.
وحسبما قيل، فإن الجيش الإسرائيلي كان على وشك خوض الحرب في لبنان بعد أحداث 7 تشرين الأول الماضي مباشرة، بناءً على معلومات استخباراتية خاطئة تشير إلى تورط حزب الله في الهجوم، وأن مقاتليه كانوا على وشك التدفق عبر الحدود الشمالية.
كذلك، يرى التقرير أنّ “احتمالات حصول عواقب غير مقصودة كانت مرتفعة الأحد”، ويُضيف: “إذا كانت رواية الجيش الإسرائيلي للأحداث دقيقة، فإن طائراته الحربية نسفت العشرات من مواقع الإطلاق وأحبطت ضربات صاروخية خطط لها حزب الله ضد أهداف استراتيجية في وسط إسرائيل”.
وأكمل: “لو نجح حزب الله في هجومه وأصاب مدينة إسرائيلية كبرى وتسبب في خسائر فادحة، فإن الضغوط السياسية على حكومة بنيامين نتانياهو لإخراج حزب الله من جنوب لبنان كانت ستكون شديدة وربما لا تُقاوم بسهولة.
لذلك، من المرجح أن تكون مساحة الخطأ أكبر، عندما يحاول كل طرف تخمين الديناميات السياسية الداخلية للطرف الآخر”.
وتابع: “على سبيل المثال، عندما قتلت إسرائيل قائد حزب الله فؤاد شكر في غارة جوية على جنوب بيروت الشهر الماضي، لم تكن هناك وسيلة لمعرفة عدد الصواريخ أو القذائف التي قد يعتبرها حزب الله كافية للانتقام له، أو إلى أين ينبغي توجيهها”.
واستطرد: “على نحو مماثل، بينما أخرج حزب الله أكثر من 80 ألف إسرائيلي من منازلهم بقصفه عبر الحدود، لم يتمكن من قياس الضغوط السياسية التي قد يفرضها على ائتلاف نتانياهو للاستيلاء على جنوب لبنان، حتى يتمكن السكان النازحون من العودة”.
وبحسب التقرير، فإنّ “التأييد الشعبي داخل إسرائيل لغزو لبنان كبير فعلاً”، ويُكمل: “علاوة على ذلك، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه أسبابه الخاصة لإبقاء بلاده في حالة حرب، وتفادي إجراء انتخابات جديدة.
وفي خضم هذا التهور المتبادل، تحاول الولايات المتحدة يائسة التخفيف من المخاطر”.
وتابع: “كان الهدف الرئيسي لإدارة الرئيس جو بايدن منذ 7 تشرين الأول الماضي والإنجاز الرئيسي، كما يقول المسؤولون الأميركيون – هو منع حرب غزة، من أن تتحول إلى حريق إقليمي”.
وأكمل: “لقد حضت واشنطن أصدقاءها على ضبط النفس بينما تحرك قواتها إلى المنطقة لردع أعدائها، وتتلخص الاستراتيجية المركزية في أن اتفاق الرهائن مقابل السلام في غزة، من شأنه أيضاً أن يعمل على نزع فتيل المواجهة المتفاقمة على الحدود الشمالية لإسرائيل”.
وقال التقرير إن “المحادثات تستمرّ هذا الأسبوع، فيما لا يزال المسؤولون الأميركيون يصرون، على رغم الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك استناداً إلى التجربة الأخيرة، على أن الاتفاق في متناول اليد، لكن هناك شكوك جدية حول ما إذا كان نتنياهو أو السنوار يريدان حقاً إنهاء القتال”.
وختم: “من الممكن أن تندلع الحرب من دون أن يرغب الطرفان في ذلك، ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن السلام”. (24 – الغارديان)