80 شمساً تغطي أجواء لبنان وتحوّل ليله إلى نهار دائم… اعتباراً من 2025؟؟؟
تغيّر العالم، وتوسّعت مجالات العلوم، وازدادت المنصّات التي تنقل مختلف أنواع الأخبار والمعلومات، بدءاً من أسفل أسافل الأرض، وصولاً الى “السباحة” في عوالم الفضاء.
ظواهر فلكية
ولكن ما نلاحظه خلال الأعوام الأخيرة، هو هذه الطفرة في نقل أخبار عن ظواهر فلكية، بعضها قد يكون غريباً، ولكنّها مُدعَّمة بشروحات علمية، كالحديث مثلاً عن “شموس متعدّدة” ظهرت في أجواء هذه المدينة أو تلك، مع القول إنها ظاهرة طبيعية نادرة، ذات أبعاد بصرية حدثت بفعل انعكاس أشعة الشمس على بلّورات ثلجية موجودة في السُّحُب مثلاً، أو نتيجة لانكسار الضوء في الجوّ، وتشتّته، وغيرها من الشروحات.
أوهام… تكنولوجيّة؟
فهل ان بعض أنواع “التعامُد الكوكبي” مثلاً، أو الظواهر الفلكية المُتكاثِرَة والمُتشابِهَة جدّاً في بعض الأحيان، والمرتبطة بكواكب أو أجسام فضائية معيّنة، والتي تحصل في السنوات الأخيرة بفوارق زمنية قصيرة نسبياً لم نشهدها بهذا القدر في الماضي، “مشغولة” تكنولوجيّاً؟ وهل من مجال لخلق أوهام بصرية وصور افتراضية مرتبطة بظواهر فلكية معيّنة، عبر الاستعانة بتطوّر الوسائل التكنولوجية؟ وهل يمكن القيام بذلك من الناحية العلمية؟ وما هي الفوائد المُحتَمَلَة من جراء ذلك، في المديَيْن المتوسّط والبعيد، وفي زمن التسابُق بين الدول على انتزاع “المرتبة 1” في ميادين الأبحاث والتجارب والتكنولوجيا واستكشاف الفضاء، وصولاً الى حدّ السيطرة عليه بشيء من الاحتكار؟
المريخ بحجم القمر؟؟؟
أكد الأستاذ الخبير في الفيزياء الفلكية مارك بو زيد أن “التطرّق لتلك المسألة مهمّ جداً، لا سيّما بعد كل ما قيل ويُقال عن الزلازل التي تحدث في منطقتنا، وبعدما تم التداول بأمور ربطت بين حركة ووضعية كواكب معيّنة وبين الهزّات الأرضية والزلازل، بينما لا دخل لتلك الأمور ببعضها البعض من الناحية العلمية”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أنه “يمكن أن يكون هناك الكثير من الأشياء المتقدمة في عالم التكنولوجيا. ولكن من الصّعب جدّاً لأحد أن ينجح في التأثير على صعيد الأرض عموماً، أو على مستوى الفلك والظواهر الفلكية، بواسطة وسائل تكنولوجية. وهنا، يبرز دور الأخبار والمعلومات المغلوطة التي يتمّ التداول بها، والقادرة على أن تشكّك أو تشتّت الناس عن الحقيقة، ومنها مثلاً أن يُقال إن كوكب المريخ سيظهر بحجم القمر”.
ليس مختبراً…
ونبّه بو زيد “من أخطاء ترد في أخبار ومعلومات تتعلّق بعلم الفلك، وتفتقر الى قدرة إثباتها بتفسيرات علمية صحيحة. وأما الحديث عن خدع بصرية ترتبط بظواهر فلكية مثلاً، فهنا نقول إن لا مجال لإحداث خدعة بصرية على مستوى كوكب الأرض بكامله، ولا على صعيد بلد بكامله، ولا لخلق عوامل أو ظواهر فلكية، خصوصاً إذا كنا نتحدث عن مساحات جغرافية وأجواء واسعة وكبيرة، بل أكثر الممكن في هذا الإطار هو القيام بمونتاج مثلاً، والتلاعب بخبر أو بصُوَر ومشاهد منشورة، وهي مواد مركَّبَة للتداول، تُظهر وكأن هناك ظاهرة فلكية حدثت. ولكن يمكن لمن يريد التأكُّد من الحقائق أن يعرفها حتى في تلك الحالة، وذلك عبر اللّجوء الى مؤسّسات عالمية مرجعيّة مثل وكالة “ناسا”، أو “وكالة الفضاء الأوروبية”.
وختم:”يبقى الفلك لغزاً غامضاً بالنّسبة الى الإنسان حتى الساعة، ولذلك هو قد ينجذب الى كل خبر ومعلومة عنه. وهنا نذكّر بالمزج القائم في ذهن الكثير من الناس، والى يومنا هذا، بين العلم والفيزياء الفلكية من جهة، وبين الأبراج وتأثيرها على حياة الإنسان، من جهة أخرى. ولذلك، قد يتأثر الناس سريعاً بكل ما يُنشَر عن الفلك وينجذبون إليه، وقد يصعب أن يميّزوا، وهو ما يؤثر على نوعية فهمهم للكون. ففي النهاية، الكون ليس مختبراً بين أيدينا، ولا يمكن التعاطي معه على هذا الأساس، بل نحن نحاول أن نفهم ما فيه من خلال العلم”.