هل بات العالم على مشارف ضربة نووية يمكن إحباطها من دون التسبّب بأذى كبير؟
تتفاخر بعض دول العالم الكبرى بتجاربها النووية، وتعرض صورها، فيما يهدّد بعضها الآخر بتعديل بروتوكولاته من أجل استخدام الأسلحة النووية، وذلك على ضوء حروب تخوضها وما تعتبره مخاطر وجودية تتعرّض لها، خصوصاً مع تعثّر حروبها التقليدية في هذا المكان أو ذاك.
وأمام هذا الواقع، هل يمكن لدول كبرى أن تنفّذ ضربة استباقية لمواقع إطلاق صواريخ نووية، برية أو بحرية، أو ضد قاذفات جوية نووية تابعة لدولة كبرى أخرى، في ما لو قرّرت تلك الأخيرة تنفيذ تهديداتها في يوم من الأيام، وذلك قبل البَدْء بإطلاق الصواريخ (النووية) بدقائق أو حتى ثوانٍ معدودة، ومن دون التسبّب بأذى عالمي كبير؟
حرب أوكرانيا
شدّد مصدر خبير في الشؤون الأمنية والعسكرية على أنه “لا يمكن لأي طرف أن يدخل تلك اللّعبة الخطيرة. وأما بالنّسبة للتهديدات النووية على خلفية حرب أوكرانيا، فإن الهند والصين وهما من دول حلف “بريكس” الثلاثة الكبار والأساسية الى جانب روسيا، والذي من أبرز أهدافه الوقوف بوجه “حلف شمال الأطلسي”، (الهند والصين) تقومان بكل أنواع المحاولات لمنع استخدام السلاح النووي في أوكرانيا”.
وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “لا أحد يريد هذه اللعبة لأنهم يعلمون أنها ليست تدميراً للعدو فقط، بل لمن يستعملها أيضاً، ولحلفائه. وهي لعبة تُسقط كل رادع بين الدول، وتدمّر أكثر من نصف البشرية في وقت قليل جداً”.
الهند والصين…
وأوضح المصدر أن “الصواريخ النووية عابرة للقارات، يمكن إطلاقها من البحر والبر والجوّ، وهي لا تحتاج إلا لوقت قليل جداً قبل أن تصل الى أهدافها، فيما لا يمكن لأحد اعتراضها نظراً لسرعتها الكبيرة جداً. وبالتالي، إذا قامت أي دولة بافتتاح تلك اللعبة، فإنها ستفتح نار جهنم ليس على العدو فقط، بل على نفسها أيضاً، وعلى أصدقائها وحلفائها، لأن الأعداء يمتلكون القدرات التدميرية نفسها، وبالسرعة نفسها أيضاً”.
وختم:”هناك مبادرة تقوم بها الصين والهند بين الرئيسَيْن الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) والروسي (فلاديمير بوتين) الآن، من أجل وقف الحرب في أوكرانيا، وهما أكثر من يمكنه أن يبادر لذلك. فنيودلهي وبكين تفعلان كل شيء لمنع استخدام النووي، وهما قادرتان على النجاح في ذلك، نظراً للتحالف الكبير الذي يجمعهما بروسيا”.