تراجع الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية.. هذا ما فعله الحزب!
منذ أن رد “حزب الله” على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر باستهداف مركزي “الموساد” والإستخبارات العسكرية (أمان) وضمنهما مقر الوحدة 8200 في غاليلوت المتاخمة لتل أبيب، يُسجّل على الجبهة الجنوبية تراجع في المواجهات والعمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي، يلاقيه تراجع أو تخفيف من هجمات الحزب على المواقع العسكرية والتجسسية الإسرائيلية.
وهذا الواقع دفع البعض إلى الحديث عن تدخلات دولية وإقليمية فاعلة أملت هذا التراجع، في الوقت الذي لم يحصل بعد الردّ الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران قبل أسابيع ولا الردّ الحوثي على قصف ميناء الحديدة قبل يومين من زيارة بنيامين نتنياهو الأخيرة لواشنطن.
وذهب البعضُ الآخر للقول إن سبب التراجع في الأعمال العسكرية وجود ضغوط أميركية على إسرائيل للتهدئة على الجبهة اللبنانية لعلّ ذلك يساعد الوساطة الأميركية – المصرية – القطرية بين إسرائيل و”حماس” للإتفاق على وقف النار في غزة وإطلاق الأسرى والمعتقلين، لأن من شأن هذا الإتفاق إذا حصل أن يوقف إطلاق النار في الجنوب تلقائياً باعتبار أن العمليات التي ينفذها الحزب هناك كانت ولا تزال تحت عنوان “إسناد” المقاومة الفلسطينية في غزة، وبالتالي فإن وقف النار هذا من شأنه أن يسهّل عودة النازحين الإسرائيليين إلى المستوطنات الشمالية، وهذا ما تطالب به إسرائيل متوعّدةً بإعادتهم سلماً أو حرباً، وكذلك عودة النازحين اللبنانيين إلى بلداتهم وقراهم الحدودية التي نزحوا منها نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي.
إلاّ أن هذا التراجع في الهجمات والإعتداءات الإسرائيلية لا علاقة له لا بضغوط أميركية وإقليمية ودولية، ولا بالوساطة الثلاثية لوقف النار في غزة، وإنما للأمر علاقة بإسرائيل نفسها. إذ كشف مصدر معني برد الحزب لـ”ليبانون ديبايت”، أن تل أبيب ذُهلت لأن رد الحزب أصاب أهدافاً حساسة وموجعة وخصوصاً مقر الوحدة 8200 السري جداً، ما أفقدها القدرة على شنّ عمليات أمنية وتنفيذ اغتيالات جديدة من الجو أو حتى على الأرض، وكأن الرد جاء ليكمل العمى الإستخباري والتجسسي والمراقبة الجوية وغيرها، الذي كانت المقاومة تسبّبت به تباعاً عبر استهدافها أعمدة الإرسال والتنصت والتجسس والمراقبة المنتشرة على طوال الحدود الجنوبية من الناقورة وصولاً إلى مرتفعات جبل الشيخ.
وقال المصدر نفسه إن مسيّرات “حزب الله” أصابت أهدافها بدقة في غاليلوت، وخصوصاً مقر المخابرات العسكرية ومقر الوحدة 8200 الذي يتم فيه تخطيط العمليات الأمنية والعسكرية وتنفيذها، وقد لحقت به خسائر كبيرة ما أفقد الإسرائيليون القدرة على القيام بعمليات مضمونة النجاح، وانعكس هذا الأمر تراجعاً باعتداءاتهم وعمليات الإغتيال التي ينفذونها ضد قيادات المقاومة ومجموعات المقاومين في الميادين على الحدود، وفي الجنوب وصولاً إلى العمق اللبناني من البقاع الغربي وحتى الهرمل.
وأكد المصدر أن ما يتوقف الإسرائيليون عنده بذهول كبير هو أنهم فوجئوا بمدى قدرة المقاومة ومعرفتها بالقاعدة وإلمامها بكل تفاصيلها وطبيعة عملها الاستخباراتي ومهماتها الحساسة بحيث أن مسيّرات الحزب أصابت الأهداف المحددة لها ولا سيما منها مركز الوحدة 8200 التي لا يعرف أي تفاصيل عنها إلاّ العاملون فيها والقيادات الإسرائيلية العليا المعنية. وأضاف المصدر أن الإسرائيلي فقد توازنه، وما دل إلى ذلك هو تراجع العمليات اليومية في اليوم التالي.
وأشار المصدر إلى أنه سيمرّ وقتاً قبل أن يعترف الإسرائيلي بخسارته في غاليلوت، لكن المؤكد لدى الحزب، استناداً إلى معلوماته الميدانية أن هذه الخسائر كبيرة وحساسة لن يعترف بها الإسرائيلي بسهولة حفاظاً على معنويات قواه العسكرية وأجهزته الإستخباراتية. وقال المصدر إن أكثر ما أصاب الإسرائيلي بالذهول أيضاً، هو كيفية حصول الحزب على معلوماته عن الوحدة 8200 وعملها السري جداً، وقد فُتحت في غاليلوت تحقيقات واسعة لمعرفة كيف نجح “حزب الله” في الوصول إلى هذا الهدف محققاً اختراقاً كبيراً وخطيراً لقاعدة استخباراتية بهذه الأهمية والحساسية.
ليبانون ديبايت