اخبار محلية

إعتراف إسرائيليّ مثير.. هكذا طوّرت إيران طائرات أخذها “الحزب”!

إعتراف إسرائيليّ مثير.. هكذا طوّرت إيران طائرات أخذها “الحزب”!

نشر موقع “n12” الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن المعارك الجوية الجديدة بين طهران وتل أبيب، معتبراً أنّ الطائرات المُسيرة من دون طيار الإيرانية تُغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.

Advertisement

ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ المعلومات الاستخباراتية الدقيقة تشير إلى تنامي البرنامج الخاص بصناعة الطائرات المُسيرة الإيرانية، بالإضافة إلى عزمِ طهران على نشر هذه الطائرات والتكنولوجيا المرتبطة بها بين الوكلاء التابعين لها في الشرق الاوسط، وأضاف: “أصبح تهديد هذه الطائرات حقيقة ملموسة، ووجدت إسرائيل نفسها في مواجهة معضلة، وما يجري هو أنه يتم إطلاق الطائرات من دون طيار يومياً تقريباً”.

وفي السياق، يقول ليران إنتافي، الخبير في التقنيات المتقدمة والأمن القومي في معهد دراسات الأمن القومي “INISS” إنّ الجيش الإسرائيليّ يتعامل مع الطائرات من دون طيار الآتية من إيران وحزب الله منذ ما قبل حرب لبنان الثانية عام 2006، إذ أطلق الحزب 3 طائرات مُسيرة من صنع إيران، وأضاف: “حتى سنوات قليلة مضت، كان الشكل الرئيسيّ للمواجهة هو اعتراض المُسيرات بواسطة الطائرات المُقاتلة وذلك في حال اكتشافها”.

التقرير يُشير إلى أنه “حدث تغير جذري في الميدان خلال السنوات الأخيرة، إذ طوّرت إيران مجموعة واسعة من الطائرات من دون طيار، بعضها مُتقدّم للغاية”، ويضيف: “منذ البداية، اعتمد الإيرانيون أسلوباً فريداً في تطوير مجموعة الطائرات من دون طيار، وقد فعلوا ذلك بشكل أساسي من خلال الهندسة العكسية للطائرات من دون طيار الأميركية والإسرائيلية التي تم إسقاطها خلال مهمات أرسلت إليها في جميع أنحاء المنطقة”.

من جهته، يقول الخبير الإسرائيلي بيني سباتي إنّ “الطائرة الأميركية بدون طيار RQ-170 Sentinel، التي سقطت في أراضي إيران خلال شهر كانون الأول 2011، أعطت الإيرانيين دفعة قوية في تطوير طائراتهم”.

ويلفت التقرير إلى أنّ إيران نشرت تكنولوجيا الطائرات باتجاه وكلائها في الشرق الأوسط وعلى رأسهم “حزب الله”، وأضاف: “كل طائرة يُطلقها حزب الله هي في الواقع تجربة إيرانية، بينما كل ضربة عبر هذه الطائرات هي ضربة إيرانية أيضاً”.

يرى التقرير أيضاً أنّ الحرب الحالية دفعت إلى استخدام الطائرات من دون طيار خطوة أخرى إلى الأمام، وقال: “خلال الأشهر الأخيرة، اكتسبت إيران وحزب الله ثقة بالنفس وزادا من التصميم على مواصلة جهودهما لإضعاف إسرائيل، حيث يُطلق التنظيم اللبناني طائرات من طيار باتجاه إسرائيل بشكل يومي تقريباً، مع العلم أن لدى هذه الطائرات قدرة عالية على تفادي أنظمة الدفاع الجوي. وعلى الرغم من محاولات الاعتراض، تصل العديد من الطائرات من دون طيار إلى وجهتها وتنفجر، مما يتسبب في مقتل وإصابة العشرات”.

بدوره، يقول معهد “ألما” الإسرائيلي للدراسات الأمنية إنّ “حزب الله” يمتلك أكثر من 2500 طائرة مُسيرة، وخلال شهر آب الماضي، ازدادت استخدام الحزب لتلك الطائرات إذ تم تسجيل 62 عملية إطلاق لطائرات من دون طيار مقارنة بـ56 حادثة خلال شهر تموز الماضي.

ويعتبر التقرير أن الطائرات المسيرة كشفت عن ثغرات مُثيرة للقلق في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وأضاف: “على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كانت تعلم أن طهران تعتبرالطائرات المُسيرة أداة فعالة بشكل خاص، إلا أن التركيز لم يكن على التهديد الذي تأتي به تلك المُسيرات”.

وفي السياق، يقول العميد الإسرائيلي المتقاعد ران كوخاف: “قبل سنوات، تحول التركيز الرئيسي إلى التهديدات الوجودية على الجبهة الداخلية لإسرائيل – الصواريخ والقذائف. أصبح النظام المضاد للطائرات هو الدفاع الجوي، وتم نقل الدفاع ضد الطائرات من دون طيار إلى الأولوية الثانية، على افتراض أنه يمكن التعامل معها ليس فقط من الأرض ولكن أيضًا من الجو باستخدام الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الحربية”.

مع هذا، يعتبر التقرير أّن الحرب في أوكرانيا ومن ثم الحرب التي تشنها إيران ووكلاؤها ضد إسرائيل، أظهرت الحاجة المُلحة للتعامل بشكل أكثر فعالية مع تهديد الطائرات المُسيرة. وهنا، يقول كوخاف: “إنَّ حزب الله، مثل الجيش الإسرائيلي، يخوض مسار التعلم المستمر. لقد حدد نقطتي ضعف في نظام الدفاع الجوي: صعوبة اكتشاف الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض واعتراضها، واحتمال حدوث أضرار نوعية لأنظمة الدفاع الجوي نفسها. على سبيل المثال، ضرب الحزب منطاد تل شميم في الجو، كما استهدف منصات إطلاق القبة الحديدية وراداراتنا وهوائياتنا. إن الحزب يقاتلنا، ويريدُ إيذاءنا وبالتالي تقليص التفوق الإسرائيلي الواضح في الدفاع الجوي”.

يضيف كوخاف: “إن الصعوبة الرئيسية، التي تسببت أيضاً في وقوع عدد غير قليل من الضحايا، تتعلق بالطائرات من دون طيار قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله من لبنان، فهي تطير ببطء وعلى ارتفاع منخفض، حتى في الوديان – بطريقة تجعل من الصعب اكتشافها الحد الأدنى من قبل الرادار. كذلك، فإنّ كمية المعدن والحديد والألمنيوم الموجودة في هذه الأهداف صغيرة، لذا فإن راداراتنا التقليدية تجد صعوبة في اكتشافها”.

كذلك، يقول التقرير إنّ إطلاق الطائرات من دون طيار يحصل في كثير من الأحيان من مناطق قريبة جداً من الحدود، مما يقلل بشكل كبير من وقت رد فعل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وبالنسبة لكوخاف، فإنّ الحل يكمن في نظام شامل ومتكامل، ويوضح قائلاً: “نحن بحاجة إلى تنظيم الدفاع عن سمائنا بشكل أفضل، خاصة في الطبقة الأقرب إلى الأرض. نحن بحاجة إلى نظام متكامل يتضمن الكشف المتقدم، والقدرة على اتخاذ القرارات ووسائل الاعتراض بمختلف أنواعها. تعمل العديد من الشركات على تطوير الحلول، ولكن في النهاية سيتعين على إسرائيل الجمع بين الأنظمة وتنفيذ التكامل الكامل فيما بينها. الأمر لا يتعلق بنظام واحد أو تكنولوجيا واحدة، بل يجب أن يكون نهجاً شاملاً يجمع بين جميع قدراتنا والتقنيات الجديدة والمتقدمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى