عصر حروب قد يمتدّ إلى ما بعد 2027 فهل من جدوى لإجراء أي استحقاق انتخابي؟
عصر حروب قد يمتدّ إلى ما بعد 2027 فهل من جدوى لإجراء أي استحقاق انتخابي؟
إشارات عديدة تدلّ على أن لبنان سيتحمّل بنفسه ورطة الحرب التي دخلها منذ 11 شهراً، وبمعزل عن أي تسوية أو حلّ للأوضاع في قطاع غزة، أو الضفة الغربية، أو حتى اليمن، وسوريا، والعراق… وذلك رغم موافقة مجلس الأمن الدولي على تجديد مهمة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “يونيفيل” لعام آخر.
عصر حروب؟…
فتلك الخطوة تساهم بالحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان من حيث المبدأ. ولكن يبدو أن “الميدانيات” اليومية هي التي ستشكل الـ 1701، وقوات “يونيفيل”، وسترسم مستقبل الأمن والاستقرار الجنوبي، خلال الأسابيع والأشهر القادمة، على وقع تبادل الهجمات العسكرية والتهديدات يومياً، والإعلان عن كل ما يؤكد أن وقف إطلاق النار في غزة لن ينسحب على لبنان، وأنه سيكون على كل ساحة قتال في المنطقة أن تتّكل على نفسها، لإنهاء التسخين العسكري فيها.
ما سبق ذكره يعني في مكان ما أننا أمام زمن أو عصر من حروب في لبنان، قد يمتدّ الى ما بعد أعوام. وأمام هذا الواقع، هل من جدوى للقيام بأي استحقاق انتخابي، رئاسي، أو بلدي ونيابي (عندما يحين موعدهما)، في ما لو امتدّ عصر الحروب هذا الى عام 2027 أو 2028 مثلاً؟ وهل من جدوى لتشكيل حكومات أصيلة، ولوضع بيانات وزارية لها في أوان عصر الحروب هذا؟
قرار مركزي
أشار مصدر سياسي الى أنه “صحيح أن الحرب في المنطقة تبدو طويلة، مع مفاعيلها على لبنان. ولكن هذا لا يمنع إجراء الاستحقاقات الانتخابية. فقد يساهم وجود رئيس للجمهورية وحكومة أصيلة مثلاً، بخلق قرار مركزي محلّي يُتَّفَق عليه داخلياً، ويمكن فرضه في الداخل والخارج”.
وذكّر في حديث لوكالة “أخبار اليوم” بأنه “في عزّ الحرب الأهلية، كان الاستحقاق الرئاسي يتمّ في موعده، ورغم عدم إجراء انتخابات نيابية وبلدية في ذلك الوقت، وهو ما ساهم بالحفاظ على شكل الدولة بانتظار التسوية آنذاك. وهذا ما هو مطلوب اليوم أيضاً”.
وختم:”ما يبرز حتى الساعة هو أن الحرب الحاصِلَة في المنطقة ستكون طويلة، فيما لا مجال لمعرفة متى تنتهي. ويمكن لجزء منها أن يتأثّر بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني القادم، وبإمكانية انتخاب (المرشّح الجمهوري الرئيس السابق دونالد) ترامب، أو (المرشّحة الديموقراطية ونائبة الرئيس الحالي كامالا) هاريس. ولكن جزءاً ممّا يجري يرتبط أيضاً بشخص (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، وبمدى استعداد محور “المُمانَعَة” للاستمرار بالحروب بحثاً عن تحسين شروطه في التسوية النهائية. وانطلاقاً من هذا كلّه، ستستغرق المواجهات مدّة زمنية طويلة بَعْد”.
أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”