“تفاهم نيسان 96 في الذاكرة”.. تساؤلات ومحادثات والعدّ العكسي بدأ.. إليكم ما يحصل بين لبنان وإسرائيل!

مع الإعلان عن “استعداد لبنان لمفاوضات غير مباشرة”، وما يتسرّب من معلومات حول اتصالات دولية وعلى وجه الخصوص أميركية، لإبرام اتفاق تهدئة على الحدود الجنوبية، تُطرح العديد من التساؤلات حول الآليات الواجب اعتمادها في مثل هذه المفاوضات، وطبيعة التفاهمات التي ستُفضي إليها المحادثات غير المباشرة، إذا حصلت، بين لبنان وإسرائيل خصوصاً، وأن “سابقةً” قد سُجلت على هذا الصعيد من خلال عملية التفاوض، التي لم تكن غير مباشرة، بل حصلت برعاية أميركية وأممية في واشنطن في العام 1996 وأسّست ل”تفاهم نيسان” المعروف.

والتفاهم الذي أتى على أثر عدوان “عناقيد الغضب” الإسرائيلي على لبنانن نصّ في ذلك الوقت على عدم إطلاق صواريخ الكاتيوشا على المستوطنات الإسرائيلية وعلى عدم استهداف المدنيين على جانبي الحدود. فهل من إمكانية للتوصل إلى اتفاق مماثل اليوم، مُستوحى من بنود القرار الدولي 1701؟

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، يروي ل”ليبانون ديبايت” تجربة المفاوضات التي شارك فيها في واشنطن بعد حرب “عناقيد الغضب” في العام 1996 والتي أنتجت “تفاهم نيسان”، مستغرباً الحديث عن “مفاوضات غير مباشرة”.

ويتحدث السفير طبارة عن هذه المفاوضات، مؤكداً “أننا تفاوضنا بإسم لبنان، ولم يتدخل اي مسؤول في حزب الله أو لم يتصل بي أي مسؤول في الحزب خلال هذه المفاوضات”، موضحاً بأنه تمّ الإتفاق على تشكيل مجموعة مراقبة مؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وسوريا ولبنان وإسرائيل، مهمتها مراقبة تطبيق “تفاهم نيسان”، على أن تقوم بمراقبة الخروقات وتتسلم الشكاوى حولها.

إلاّ أن السفير طبارة، يتحدث عن أن المفاوضات في تلك الفترة في واشنطن شملت 13 جلسة، وقد فصلت بين كل جلسة وأخرى أسابيع عدة، مشيراً إلى أن التفاهم ركز على أعمال لجنة المراقبة لمتابعة الخروقات أولاً وعلى أن يقوم “أصدقاء لبنان” بإعادة إعمار لبنان بعد العدوان.

وبينما نصّ الإتفاق على أنه عندما تحقق اللجنة بالخروقات أو بشكوى معينة، فلا تشارك الجهتان المعنيتان أي المدعى عليها والمدعية، يكشف طبارة أن إسرائيل اشترطت مشاركتها في التحقيق بأي خرق في جانبها من الحدود، وقد احتجّ لبنان على ذلك واشترط بدوره أن يشارك الجيش اللبناني بالتحقيق بأي خرق إسرائيلي في الجانب اللبناني.

وعليه، من الممكن “استنساخ تفاهم نيسان” بحسب طبارة، الذي يرى أن “عدم الحديث عن هذا التفاهم وعن سابقة المفاوضات، يؤكد أن ما من ذاكرة اليوم للعودة إلى مثل هذه المفاوضات، مع العلم أن مثل هذا التفاهم ممكن”.

ويلفت طبارة إلى أن محاضر المفاوضات التي حصلت في واشنطن، وحتى تقرير لجنة المراقبة حول الخروقات، موجود في أرشيف وزارة الخارجية في بيروت، وبالتالي من الممكن العودة إليها.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version