بعد الصاروخ الحوثي… تقييمٌ لـ “مدى جاهزية” الدفاعات الإسرائيلية
قبة حديدية، مقلاع داوود، العصا السحرية، السهم. كلها أسماء طنانة طالما تباهت بها إسرائيل، باعتبارها من أكثر المنظومات الدفاعية تطورا في العالم في مواجهة الصواريخ والأهداف الجوية المختلفة، لكن صاروخا وحيدا أطلقه الحوثيونَ مؤخرا، اخترقَ كل تلك المنظومات ووصل قرب تل أبيب بطريقة غريبة.
وسواء تفكك الصاروخ الحوثي في الجو وحاولت عدة صواريخ اعتراضية إسقاطه وشظاياه كما ذكرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن الجيش، أو كان حقيقة صاروخا جديدا متطورا تتجاوزُ سرعته سرعة الصوت سقط كاملا، كما يقول الحوثيون – وهو ما يعد سابقة -، ان كانت تلك حقيقة الأمر، تبقى هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إجابات.
ونفى الجيش الإسرائيلي أن تكون سرعة الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على تل أبيب فوق سرعة الصوت، وذكر في بيان أن الصاروخ لم يكن نوعا جديدا ولم يكن من صنف الصواريخ المناوِرة التي يمكن أن تتفوق على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صاروخا اعتراضيا أصاب الصاروخ الحوثي لكن لم يُدمره، مشيرة إلى فتح تحقيق في أسباب عدم التدمير الكامل له وإذا كان ذلك مرتبطا بخلل فني.
من جهته، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الصاروخ الباليستي الجديد الذي أطلق باتجاه إسرائيل اخترق كل أحزمة الدفاع الجوي والحماية الإسرائيلية، وفق تعبيره.
آخر إخفاقات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية
15 أيلول 2024: أطلق الحوثيون الصاروخ “بركان” من اليمن إلى الداخل الإسرائيلي وقد قطع مسافة 2040 كيلومترا خلال 11 دقيقة ونصف، ولم تعترضه الدفاعات الجوية.
15أيلول 2024: في اليوم نفسه طائرة مسيرة أُطلقها الحزب من لبنان واخترقت المجال الجوي الإسرائيلي لأكثر من 30 كيلومترا دون اعتراضها.
15 أيلول 2024: كذلك قامت فصائل عراقية موالية لإيران باستهداف موقع إسرائيلي في حيفا باستخدام طائرات مسيّرة.
آب 2024: طائرات مسيرة تابعة للحزب مخصصة لجمع المعلومات الاستخبارية تمكنت من الوصول إلى مناطق داخل الأراضي الإسرائيلية دون أن ترصدها أنظمة الإنذار. كما حلّقت طائرة مراقبة تابعة تابعة للحزب فوق مواقع في إسرائيل منها موانئ بحرية ومطارات لمدينة حيفا على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.
نيسان 2024: أطلقت إيران أكثر من 200 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل تم اعتراض العديد منها بعيدا عن حدود إسرائيل، فيما وصل بعضها إلى الأراضي الإسرائيلية، وتم الدفاع بمساندة واشنطن ودول غربية أخرى.
هذه الاستهدافات وغيرها للداخل الإسرائيلي تثير منذ أكثر من 11 شهرا من الحرب على غزة تساؤلات كثيرة في إسرائيل عن مدى فعالية وجاهزية الدفاعات الإسرائيلية خاصة وأن بعض الاختراقات وصلت إلى عمق غير مسبوق.
في هذا الصدد، قال الخبير العسكري والاستراتيجي سمير راغب في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية”: “لا يمكن القول إن إسرائيل استطاعت ردع “محور المقاومة”.
وأشار إلى أن “الحزب يمتلك ميزة الجغرافيا”.
وتابع راغب، “الحزب قادر على إحداث “التشبع الصاروخي” في إسرائيل”.
واستكمل، “لو إيران ضربت والحوثي ضرب بصواريخ فرط صوتية يمكن أن تصل الصواريخ إلى أهداف عالية القيمة في إسرائيل”.
من جهته، ذكر المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، موشي إلعاد لـ”سكاي نيوز عربية”: “لا يمكن القول إن إسرائيل فقدت قوة الردع”.
ولفت إلى أن “إسرائيل قوية وستظل قوية، لأن لا خيار لديها ويجب أن تكون قوية في الشرق الأوسط”.
وتابع إلعاد، “إسرائيل في هذه الصراعات يمكن أفرجت عن 15 في المئة من قوتها العسكرية”.
وقال: “إسرائيل سترد على الصاروخ الحوثي”.
وأشار إلعاد، إلى أن “هناك خلافات في الحكومة الإسرائيلية، خاصة بين نتنياهو وغالانت”.
وختم: “مهما كان شكل الحكومة الإسرائيلية، الهدف هو حماية الدولة وسكانها”.
المصدر: سكاي نيوز عربية