“تكويعة” جديدة لجنبلاط؟

“تكويعة” جديدة لجنبلاط؟

كانت لافتة المواقف الأخيرة للزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والتي رأى فيها كثيرون “تكويعة” عن المسار الذي انتهجه منذ بداية جبهة الإسناد وصولاً إلى مشروع الفتنة التي حاولت إسرائيل إقحام دروز لبنان فيه، عبر الادعاء باستهداف صواريخ الحزب لمبانٍ في مجدل شمس. حيث برهن حينها عن موقف وطني كبير ولم يسمح للفتنة أن تتسلل إلى الداخل اللبناني.

لكن الكلام الذي صدر أمس أعاد إلى أذهان اللبنانيين التفافات جنبلاط السابقة بين المعارضة والممانعة. فهل هناك تموضع جديد يُهيئ له زعيم المختارة؟

في هذا الإطار، تؤكد مصادر متابعة لـ “ليبانون ديبايت”، أنه لا يوجد في موقف جنبلاط أي “تكويعة”، فطلبه بفصل مسار لبنان عن غزة يتماهى مع موقف اللقاء الثلاثي والنداء من عين التينة، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ القرار 1701.

وتوضح أن هذا الكلام لا يعني التخلي عن المقاومة أو الحزب، بل انطلقًا من حقيقة أن الحرب أصبحت داخل البلد، وأولويتنا اليوم كدولة مستقلة هي أن تتوقف الحرب بمعزل عن الطرف الثاني.

أما عن تموضع جديد متوقع لجنبلاط، فتنبه المصادر إلى أنه لم يكن هناك تموضع قديم ليصبح جديداً، وتعتبر أن التفسيرات لكلام جنبلاط أمس مبالغ فيها.

كما تؤكد أن تأييد الحزب الاشتراكي للقضية الفلسطينية هو أمر راسخ وواضح، ووقوف لبنان في وجه إسرائيل هو موقف تاريخي. وتذكر أنه منذ البداية كان جنبلاط يقول “لا لتوسعة الحرب”، ومن هذا المنطلق يجب ربط كل هذه المواقف مع بعضها.

اليوم، بعد وقوع الحرب، تؤكد المصادر أن الحزب الاشتراكي بطبيعة الحال سيكون مع أهل بلده، فهل من الممكن أن يكون مع الإسرائيلي؟

وفي ظل الدمار الكبير الذي يحدث وما يتعرض له الأهالي من موجات نزوح كبيرة، فإن أولوية الحزب اليوم، كما تشدد المصادر، هي وقف إطلاق النار.

المصدر: ليبانون ديبايت