لبنان بين الاستشراس الإسرائيلي وإنكار “الحزب”!

لبنان بين الاستشراس الإسرائيلي وإنكار “الحزب”!

تتجه مجريات الحرب التي أطبقت بكل شراستها على لبنان نحو مزيد من فصول تصعيدية إرتسمت معالمها بوضوح أمس، أولاً من خلال اقدام إسرائيل على مزيد من المجازر بين المناطق المأهولة في ما ينذر ليس فقط بتراكم الحصيلة المخيفة للشهداء والمصابين بل أيضاً بإشعال حساسيات وإشكالات ومخاوف وحتى فتنة بين النازحين وأهالي المناطق التي نزحوا اليها، وثانياً من خلال المواقف “القديمة المتجددة” التي أعلنها “الحزب” معيداً عبرها ربط لبنان بغزة ومنذراً بتعميم الحرب وتعميقها في ما يُعدّ ذروة سياسات الإنكار التي سترتب مزيداً من الانفصام والازدواجية بين مواقف “الدولة” ومواقف الحزب.

ومع أن لبنان الرسمي ينخرط في حملة دبلوماسية، بل في تعبئة واسعة لاجتذاب التأييد الدولي لمشروع وقف سريع للنار، فإنه وجد نفسه محاصراً بين نيران الاستشراس الإسرائيلي لحسم حرب التصفية ضد “الحزب” غير آبه في التمييز بين جبهة قتالية ومناطق مأهولة ومدنية، فارتكب ويرتكب مجازر يومية في سائر انحاء لبنان، كما تعمدت إسرائيل أمس الإعلان عن زج فرقة عسكرية خامسة على الحدود مع لبنان في وقت تتعاقب مؤشرات تسارع “القضم البري” المتدرج ولو ببطء وسط استمرار المقاومة الشرسة لـ”الحزب” على امتداد الخط الحدودي.

ووجد لبنان نفسه أيضاً في موقع الحرج الكبير مجدداً بإزاء الخطاب المنفصل عن الانسجام المزعوم بين الحكومة و”الحزب”، إذ أن الأخير بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الثالثة أمس بعد اغتيال الأمين العام للحزب، وإن يكن “عرض” على الإسرائيليين وقف النار، لم يجد حرجاً في تجاهل سائر اللبنانيين مجدداً في مضيه قدما نحو تصعيد الحرب وربطها بحرب غزة. ومع أن قاسم وضع إلى جانب علم الحزب للمرة الأولى العلم اللبناني وصورة السيد ، صوّر المعركة بأنها معركة “الدفاع عن لبنان كله”، وواصل تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية ووعد جمهوره بـ”النصر”.

وأكد “أنه مقابل استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن “الحزب” سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي”. وخاطب مباشرة “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” قائلاً إن “الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب، فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة”. وأكد أن “الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل”.

ووسط تصعيد مجريات الحرب تُعقد اليوم في بكركي قمة روحية استثنائية برئاسة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وأفادت معلومات أن مشروع بيان يحظى مبدئياً بموافقة جميع رؤساء الطوائف قد أُعد بعد مشاورات كثيفة تحضيرية أجريت لعقد القمة بعد إزالة العقبات التي اعترضت انعقادها سابقاً وأن مشروع البيان سيتضمن المناداة بوقف النار وتنفيذ القرار 1701 وتولّي الجيش واليونيفيل الأمن الكامل وفق القرار وإدانة الاعتداءات والمجازر الإسرائيلية في لبنان، وسيكون البيان متوافقاً مع الموقف الرسمي للدولة.

المصدر: النهار

Exit mobile version