“إسرائيل تخطط لشن عدوان كبير”… العريضي يحذّر مما سيحصل في الأيام المقبلة!
أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، الحاج محمد عفيف، قد رسم خارطة طريق للحزب بعد استشهاد أمينه العام السيد حسن نصر الله وكبار قادته”، موضحًا أن “الحزب قد التقط أنفاسه قياديًا وميدانيًا وعلى كافة الأصعدة. ولكن يبقى السؤال، هل ستكون الحرب طويلة؟ وما الذي قد يحدث في الأيام القادمة؟”.
وأضاف، “الأجواء الحالية تحمل إشارات مقلقة بناءً على معطيات استقتها بعض القيادات السياسية البارزة التي تواصلت مع الخارج، إذ يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم إسرائيل في كل ما تقوم به”.
وتابع، “الحديث عن احتواء الحرب والوصول إلى هدنة ما هو إلا مضيعة للوقت، حيث لا حلول متوقعة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. ونُقل عن أن إسرائيل تخطط لشن عدوان كبير من الجولان ومن الحدود الشمالية، وهذا ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة بهدف إنشاء منطقة عازلة”.
وأردف، “المشهد الميداني تغير، فقد أصبحت المعادلة “حيفا مقابل بيروت”، مع احتمالات تصعيد واسعة قد تتجاوز بكثير ما شهدته الساحة من قبل، وقد يشمل ذلك استهداف مناطق لم تُستهدف سابقًا، إضافة إلى المنشآت الحيوية والبنى التحتية، وإن كانت هذه المنشآت تحت حماية قرارات دولية، فإن هذه المعادلة قد تهتز في أي لحظة، وحينها يصبح كل شيء متاحًا”.
وأكّد أن “إسرائيل اتخذت قرارها بتصفية البنية التحتية لحزب الله، ولكن هل قادرة على ذلك؟ في ظل الخسائر التي تتكبدها؟ خاصةً وأن الواقع الميداني تغيّر، وهذا ظهر جلياً من خلال الوقائع الميدانية”.
وحذّر العريضي، “من مغبة الحديث عن انهزام حزب الله وبالتالي تغيير المعادلات السياسية،” مشددًا على ضرورة أن “يستفيد الجميع من تجربة حقبة الثمانينات، حين اختل التوازن يوم اجتاحت إسرائيل بيروت واندلعت الحرب الأهلية. لذلك، على الجميع أن يكونوا واعين لأننا أمام فتنة قد تقع في أي وقت إذا لم نتحلَّ بالوعي والقراءة والمتابعة، مثنيًا على دور الأجهزة الأمنية، سواء الجيش اللبناني أو الأمن العام، الذي يقوم بدور كبير في ضبط الحدود والمعابر”.
أما على صعيد ملف النازحين، أشار إلى أن “موضوع النازحين يتم التعامل معه بجدية من خلال إشراف شخصي من قبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، الذي يحيد الرئاسة عن دور الأمن ولا يتدخل في الاستحقاق الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد، رغم طرح اسمه بقوة في هذا الإطار”.
في الوقت نفسه، أكّد أن “هناك اهتمام بملف النازحين من مختلف فئات المجتمع اللبناني، حيث يزايد البعض وينتظر الفرصة، خاصة تلك الأحزاب التي تعتبر من “صيادي الفرص”. ولكن في المقابل، فإن العائلات اللبنانية والأحزاب الوازنة تقوم بدورها على أكمل وجه، مما يعكس الشهامة اللبنانية وحسن الضيافة وكرم الأخلاق. وبالتالي، هؤلاء النازحون ليسوا مجرد نازحين، بل هم عائلات لبنانية كأي مواطن لبناني”.
وأضاف العريضي، “رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر يعمل على مدار 24 ساعة من توجهات من رئيس مجلس النواب نبيه بري، في موضوع النازحين بعيداً عن الأضواء والضجيج إعلامي”.
أما على صعيد الاتصالات الدبلوماسية، أشار إلى أن “وزير الاقتصاد أمين سلام عوّل على دور ومساندة دول الخليج، وعندما قال لها شكرا، فذلك دليل على أن هذه الدول لن تتخلى عن لبنان، لا سيما المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وسائر الدول الخليجية الصديقة والشقيقة. وأكد العريضي أن سلام التقى بمسؤولي دول الخليج وشكرهم على نبلهم ومواقفهم الداعمة للبنان”.
أما وأخيرًا، وعلى خط الاستحقاق الرئاسي، يجزم العريضي أن “لا انتخابات رئاسية في الأفق، فلقاء عين التينة الثلاثي كان فاشلًا بامتياز، ولقاء معراب اتسم بالتعقيد والصعوبة. وبمعنى آخر، فإن قيادات الصف الأول لم تصل إلى تنفيذ أي خطوة عملية، وهذا انعكس سلبًا على المشهد السياسي”.
وتابع، “على الرغم من كل الزيارات التي يقوم بها اللقاء الديمقراطي والحزب الاشتراكي إلى بعض القيادات المسيحية، فإن جنبلاط كوّع مع حزب الله بشكل واضح، حيث دعا إلى الرد ومن ثم إلى فصل مسار غزة عن الجنوب، ما يُعدّ تكتيكًا واضحًا لا يحتاج إلى تحليل، خاصة بعدما أعلن دعمه لحماس ويحيى السنوار وسواهم”.
وأضاف، “هناك تعقيدات كثيرة تعيق انتخاب الرئيس، وأن التسوية الدولية والإقليمية هي التي ستوقف الحرب، وستؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية”، مشيرًا إلى أن كل الحراك الداخلي لا يُسمِن ولا يغني من جوع. ومع ذلك، هناك بعض التحركات التي تهدف إلى إمكانية انتخاب الرئيس، لكن هذا لن يحدث قبل وقف إطلاق النار”.
ولفت إلى أن “دور اللجنة الخماسية لم ينتهِ بعد، وأن الأسماء المطروحة لا تزال كما كانت من قبل، حيث يُعتبر قائد الجيش العماد جوزاف عون واللواء إلياس البيسري من المرشحين البارزين. كما لا يزال النائبان نعمة افرام وفريد البستاني ضمن الأسماء المطروحة. بالإضافة إلى ذلك، هناك معلومات تفيد بأن اللقاء التشاوري سمّى النائبين إبراهيم كنعان ونعمة افرام كمرشحين للرئاسة، إلى جانب قائد الجيش كمرشح من خارج النادي السياسي.”
وتساءل العريضي، كيف يمكن للقاء الثلاثي في عين التينة أن يدعو إلى انتخاب رئيس توافقي، في حين أن النائب السابق سليمان فرنجية يزور الرئيس نبيه بري ويصرح بأنه هو المرشح المدعوم؟”.
ولكن المحصلة، وفقًا للعريضي، هي أن لا أجواء تشي بقرب انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة.
المصدر: ليبانون ديبايت