إسرائيل لن تقضي على الحزب والخوف من إشغاله في فتن داخلية

إسرائيل لن تقضي على الحزب والخوف من إشغاله في فتن داخلية

ترك غياب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي ارفقت اسرائيل اغتياله بتكثيف استهدافتها لبيئة الحزب ومناصريه من الجنوب الى البقاع مخلّفاً نزوحاً فاق المليون نسمة باتجاه بيروت والمناطق الاكثر أمنا اكثر من سؤال حول قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها بالقضاء على الحزب عسكريا. ويعتبر الخبراء العسكريون ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بعدما رفض دعوات وقف اطلاق النار في غزة ثم في لبنان يعمل لتأمين الهيمنة العسكرية الاسرائيلية في المنطقة بعدما شعر انها تراجعت نتيجة لاكثر من سبب ابرزها عملية طوفان الاقصى التي عكست قدرة حماس والتهديد المتصاعد لقوة الحزب الذي يمتلك صواريخ استراتيجية ودقيقة ،وانه بات يعتبر هزيمة حماس والحزب خطوة اولى نحو سد الثغرات التي خلفتها الحروب السابقة وولدت لديه خوفا من  الحروب المستقبلية .لذا، كان همه الاول والاخير القضاء على المعارضة المسلحة في الضفة الغربية وتفكيك السلطة الفلسطينية التي تحكم اجزاء من الارض اضافة الى وضع حد لحل الدولتين من جهة والقضاء على الحزب وقدراته الميدانية بما لا يعود يشكل تهديدا لاسرائيل في اي وقت .

رئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر يقول لـ” المركزية ” في هذا الاطار صحيح ان إسرائيل استطاعت تدمير غزة بالكامل لكنها لم تقضي على حماس التي لايزال لديها الاف المقاتلين المزروعين فوق الأرض وتحتها بدليل تعرضها اليومي للكمائن والصواريخ داخل القطاع . كذلك الامر بالنسبة للبنان بإمكانها تدميره على ما نشهد لكن ليس في مقدورها انهاء الحزب. رغم اغتيالها معظم قياداته الا انه أعاد هيكلة نفسه واستطاع منع دخولها البري وتكبيدها خسائر كبيرة . إسرائيل (شاطرة) بالقتل وليس بالقتال. هي تراهن على نفاد مخزون سلاحه بعد قطع طريق الامداد له من سوريا لكن لديه الكثير من المعابر غير الشرعية التي باستطاعته استعمالها. كما لا يزال لديه مخزون كبير من الأسلحة الدقيقة التي لم يستعملها بعد .ولكن الخوف من اشغاله في الداخل عبر فتن تغذيها إسرائيل.

ويتابع ان المقاومة ترتكز في عملها على ثلاثة أعمدة  أساسية .الاول الردع .الثاني حرب العصابات. والثالث البيئة الحاضنة وهنا الخوف من إطالة إسرائيل امد عودة هذه البيئة أي رفض عودة المهجرين الى قراهم في الجنوب والبقاع وخلق توترات وفتن ما بين النازحين وأماكن تواجدهم في بيروت والجبل وسواهما من مناطق الايواء .

ويختم مستبعدًا تقسيم لبنان انطلاقا من عدم نجاح هذا المخطط في سوريا، على رغم ما أصابها، معتبرا ان دمشق لا تزال تمسك بالقرار والقسم الأكبر من الأرض .

المصدر: الة الأنباء المركزية