استهداف المناطق الآمنة يستولد أزمة ثقة مع النازحين

استهداف المناطق الآمنة يستولد أزمة ثقة مع النازحين

خلّفت الغارات مخاوف بين الناس من إمكان وجود قياديين من “الحزب” أو مقاتلين قد يكونون مستهدفين، وبرزت مطالبات بإخلاء مراكز معينة، أو طلب تعهدّات من القاطنين بعدم استقبال زوار أو غرباء، في مقابل بدء عدد من أصحاب الشقق المؤجرة الطلب من مستأجريها إخلاءها في أسرع وقت، وسط ضغوط من أهالي المنطقة أو الجيران، بما يتسبب بأزمة جديدة وتشنّجات بين الأهالي والنازحين وإشكاليات ضمن البيئات المدنية.

في بيانات متلاحقة صادرة عن عدد من بلديات إقليم الخروب والشوف، دعوات للنازحين إلى عدم استقبال الزوار، وخصوصاً إذا كانوا مسؤولين أو مقاتلين في “الحزب”، مهما كانت رتبهم، فيما طلبت بلديات في مناطق خارج الجبل من الأهالي والسّكان الذين أجّروا شققهم أن يعطوا التفاصيل الكاملة عن هويّة المستأجرين مع أرقام الهواتف.

وفي اليومين الأخيرين، خرج إلى العلن عدد كبير من الشكاوى، عن طلب أصحاب البيوت المؤجرة من المستأجرين إخلاءها، ومنها ما أعلنه أحد الصحافيين عند اعتراض جيران المنزل الذي استأجره في دير القمر فاضطر إلى تركه، ومثله زميلة أخرى كانت استأجرت منزلاً في الأشرفية على أساس الانتقال إليه آخر تشرين الأول (أكتوبر)، قبل أن تتلقى اتصالاً من صاحبة الملك معتذرة عن عدم السير بالاتفاق.

عبدالله: نواجه مشاكل في المرجعية

في هذا الإطار، يقول النائب بلال عبدالله لـ”النهار”: “بعد حادثة برجا أصدرت بيانًا، استلهمت البلديات روحيته، وكنا قد تواصلنا مع من يعنيهم الأمر، فالمنطقة تؤوي 120 ألف مواطن ولا تتحمّل مخاطرات بحق النازحين والمقيمين”.

وعن تطبيق هذه الدعوات على أرض الواقع، يجيب: “نبذل جهدًا استثنائيًا مع من يعنيهم الأمر، إلا أن حجم التشتّت عند الحزب المعنيّ كبير، ولم يعد هناك انضباط ونظام ومرجعية واحدة، وهذا يعذّبنا. ولكن بمرور الوقت ستستقيم الأمور”.

ويعتبر أن “المشكلة ليست في مراكز الإيواء بل في البيوت، إذ إن 80% يسكنون في المنازل والشقق، وهنا المهمة أصعب، فلا نريد التراخي ولا المبالغة منعا للفتنة. ليس كل نازح مقاتلا، وفي الوقت نفسه لا نريد أن يقيم من يتولّى مسؤولية معينة بين المدنيين”.

ويشير إلى أن “الاستهداف واضح، وهم يعرفون أين يضربون، ولهذا صدرت البيانات”.

وعن التخوّف من فتنة، يقول: “الفتنة يصنعها الخطاب السياسي لا الحوادث الفردية الصغيرة، لذلك نقوم في اللقاء الديموقراطي بمهمتنا المطلوبة منّا، أي تكريس الوحدة الوطنية وتقريب وجهات النظر وعدم إشعار أحد بأنه أصبح مستضعفًا”.

حنكش:  نتابع التهديدات الأخيرة فالموضوع ليس مزحة
هذا في الجبل، أما بالنسبة إلى منطقة المتن فيؤكد عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش أن التنسيق مستمر مع كل البلديات والتواصل دائم مع الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن “على السلطات المحلية المسؤولة من محافظات وقائمقاميات وبلديات ومخاتير التحلّي بالمسؤولية خصوصاً بعد غارة أيطو، لأن الأمر المرشح للانسحاب على مناطق أخرى”.

ويقول لـ”النهار”: “نتابع التهديدات الأخيرة، فالموضوع ليس مزحة، وكنّا قد حذرنا من تعريض المناطق الآمنة لخطر القصف”.

الحاج: 40 ألف نازح في المتن بينهم 26 ألفاً في المنازل

أما النائب رازي الحاج فيشير إلى أن حزب “القوات” يتابع موضوع النزوح في قضاء المتن حيث أصبح العدد نحو 40 ألفًا، 26 ألفًا في المنازل والباقون في مراكز الإيواء.

ويلفت إلى أن “المطلوب بعض القضايا التنظيمية خصوصا في المنازل ضمن التجمعات السكنية التي كانت مأهولة، وهذا دور البلديات في تنظيم السكن بما يتناسب وحجم المنزل وحاجاته المشتركة كالمياه والمواقف”.

ويتابع: “يتم استقبال النازحين كأهل، إنما نخشى استخدامهم دروعا بشرية من بعض الأمنيين أو العسكريين في الحزب، وعلى الحكومة أن تقوم بهذا الواجب أولا وتتشدد فيه لتجنب المشاكل الاجتماعية”.

المصدر: اسكندر خشاشو – النهار

Exit mobile version