إستغرابٌ لاستغراب ميقاتي!
إستغرابٌ لاستغراب ميقاتي!
على الرغم من مرور “غيمة” الإشكال ما بين لبنان وإيران واتضاح الموقف الرسمي الإيراني من القرار الدولي 1701 ، فقد شكل استدعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي القائم بالأعمال الإيراني في بيروت، احتجاجاً على ما أدلى به رئيس البرلمان الإيراني محمد قاليباف لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، عنواناً سجالياً وأثار الكثير من ردود الفعل المتناقضة ما بين الإستغراب أو الإرتياح. الكاتب والمحلل السياسي غاصب مختار، يلاحظ أن الصحيفة الفرنسية “قد تدخلت وتلاعبت في النص المكتوب للمقابلة مع قاليباف، وقامت بتمرير رسائل سياسية، في إطار طرح تساؤلات حول الموقف الإيراني، حيث أنه لا يحق طرح الأسئلة بعد إجراء المقابلة، وهذا الأمر يحصل فقط خلال المقابلات الأذاعية والتلفزيونية، حيث يكون للشخصية المجال للرد على أي استنتاجات، إلاّ إذا كان افتراض حسن اانية لدى الصحيفة كأن تكون الترجمة قد تضمنت أخطاءً”.
ويعتبر المحلل مختار في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن الموقف الرسمي لرئيس الحكومة كان “متسرعاً إذ لم يتم التدقيق بما قاله البرلماني الإيراني قبل استدعاء القائم بالأعمال من قبل الرئيس نجيب ميقاتي”، متمنياً لو “كانت المعاملة بالمثل للسفيرة الأميركية، عندما صدرت مواقف من كل المسؤولين الأميركيين بدءاً من الرئيس جو بايدن إلى مسؤولين في الخارجية، الذين شمتوا ورحبوا لاغتيال السيد حسن نصرالله، حيث لم يتم تسجيل أي صوت اعتراضي أواستدعاء للسفيرة الأميركية”.
وفي هذا الإطار، يستغرب مختار “السكوت اللبناني على الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل في عدوانها على لبنان، والذي لم يوفر أي منطقة، ولم يسجل اي موقف احتجاجي ولو لرفع العتب او ضد الدعم الأميركي للمجازر في لبنان، وتدمير البشر والحجر”.
ورداً على سؤال حول أهمية الإعتراض على أي جهة تتدخل في الشؤون اللبنانية، يؤكد مختار أنه “يحق للحكومة أن تستدعي أي سفير وأن تستغرب أي موقف لدولة خارجية، ولكنني بدروي استغرب استغراب الرئيس ميقاتي للموقف الإيراني، لأن طهران هي الجهة “الأقل” تدخلاً في الشؤون اللبنانية وبشكل مباشر، حيث أن الأميركي والفرنسي على سبيل المثال، يتحركان في بيروت ويقومان بزيارات عدة، كما أن بيانات عدة تصدر عن دول أوروبية تتناول الشؤون اللبنانية ومفاوضات وقف النار ومن دون أي ردّ رسمي أو حكومي لبناني”.
وحول المفاوضات اتنفيذ القرار 1701 التي تحدث عنها قاليباف، يشير مختار إلى أن “الرئيس نبيه بري قد أعلن عن عدم وجود مفاوضات حول الترتيبات في الملف الحدودي أو في الملف الرئاسي قبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان” ، مكرراً أن “هذا العدوان الذي تجاوز كل الحدود، يحظى بدعم أميركي واضح، حيث لم يعبر أي مسؤول لبناني، عن استغاربه أو إدانته له، خصوصاً وأن نتنياهو بدأ بالتصعيد أعلن أن المفاوضات ستجري تحت النار، فيما دعمت واشنطن وباريس حق إسرائيل بالدفاع عن النفس، ما يؤشر إلى حملة تشويه ونفاق من قبل واشنطن، فيما يكتفي المسؤولون اللبنانيون بمراقبة هذه العملية من دون أي ردة فعل”.
المصدر: ليبانون ديبايت