العريضي يكشف: القرار 1701 “مات”… وإسرائيل قرّرت استكمال مشروعها التدميري!
عبّر الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي عن قلقه من تداعيات الحرب الحالية، مشيراً إلى أنها أخطر بكثير مما نراه اليوم، خاصة فيما يتعلق بملف النازحين وكل القضايا المرتبطة بها وانعكاساتها على الساحة الداخلية.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أشار إلى تأثير هذه التداعيات على المستويات السياسية من خلال اصطفافات جديدة، وكذلك على الصعيدين الاقتصادي والمالي، والبنية الاجتماعية والجيوسياسية، وعلى كل الأصعدة”.
واستغرب كيف أن بعض الأطراف بدأت تروج لفكرة أن حزب الله انهزم، فهذا لا يجوز. ولفت إلى أن عدم فهم لعبة التوازنات الداخلية قد يؤدي إلى دفع لبنان أثمانًا باهظة، كما حدث في حقبة الثمانينات وغيرها.
وأوضح أنه لا يوجد في تاريخ الأزمات اللبنانية غالب ومغلوب بشكل دائم، بل يجب على الجميع الحفاظ على لعبة التوازنات، خصوصًا عند الحديث عن الانتخابات الرئاسية أو أي استحقاقات أخرى.
وأكد العريضي أن حزب الله لا يزال يقاوم إسرائيل، وهو مكون سياسي أساسي في البلد، مشيرًا إلى أن هناك ما يقارب الأربعمائة إلى خمسمائة ألف صوت تفضيلي من الطائفة الشيعية الذين سيصوتون مجددًا لهذا الحزب. لذلك، يرى العريضي أن من الضروري إغلاق هذا الملف والتركيز على كيفية إنهاء الحرب واستعادة عافية البلد، والعمل معًا لإعادة إعماره وحل موضوع النازحين بطريقة حكيمة، محذرًا من تجاهل هذه القضايا لأن ذلك قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع.
كما حذّر من خطورة إشعال الفتن الداخلية، وهذا ما لا نتمناه، مشيرًا إلى أن إسرائيل جاهزة لاستغلال أي مشروع من هذا النوع، مستشهدًا بتاريخها في حرب الجبل وغيرها من المحطات التاريخية.
في السياق، أشار العريضي إلى أن موضوع النازحين هو موضع متابعة من مجلس الجنوب ورئيسه هاشم حيدر بتوجهات من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث يقومون بجولات على مراكز الإيواء وتقديم الدعم. وهذا ليس تمنينًا، بل واجب، فكل هذه العائلات هي جزء من المجتمع اللبناني كما يؤكد حيدر، مشيرًا إلى أن الأمور بدأت تأخذ منحى تصاعديًا لناحية الدعم. ومع ذلك، يبقى الوضع معقدًا، خاصة في ما يتعلق بكيفية الحصول على الدعم اللازم للجنوب، الضاحية، والبقاع في لبنان، ما يستدعي، حسب اعتقاد العريضي، مشروعًا مشابهًا لخطة مارشال لإعادة الإعمار، كتلك التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية.
وتحدث العريضي عن أداء بعض الوزراء، معتبراً أن بعضهم يبدو وكأنه يعيش في كوكب آخر، في حين أن هناك من يقوم بواجبه، سواء كان وزير البيئة ناصر ياسين، وسواهم، وفي طليعتهم وزير الاقتصاد أمين سلام، الذي أجرى مباحثات مع المسؤولين الأميركيين حول كيفية إنهاء الحرب والوصول إلى حلول، بعيدًا عن الشروط الإسرائيلية، مستفيدًا من علاقاته واتصالاته مع أكثر من مسؤول أميركي.
إلا أنه، في المقابل، عند وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، بدأ العدو تنفيذ ضربات استهدفت البنية التحتية الاقتصادية لحزب الله، أي جمعية القرض الحسن، ومع مغادرته، تم استكمال هذا المخطط الإسرائيلي عبر استهداف مواقع محسوبة سياسيًا على حركة أمل، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبراً أن هذه الضربات رسائل سياسية لدفع لبنان إلى القبول بالشروط الإسرائيلية، مؤكدًا أن هوكشتاين وسيط إسرائيلي قبل أن يكون أميركيًا.
وأشار العريضي إلى وجود فترة ضائعة في هذه المرحلة، حيث إن هوكشتاين لا يخشى فقدان شيء في وظيفته، بينما يخسر لبنان الكثير.
ولفت إلى أن إسرائيل تسعى لإقامة منطقة عازلة، محذرًا من خطورة ما يحدث في منطقة الجولان لأي اجتياح بري. كاشفاً عن التحركات التي تجري في هذه المنطقة، مؤكدًا أنه من يظن أن وقف إطلاق النار سيحصل اليوم أو غدًا فهو مخطئ، لأن إسرائيل قررت استكمال مشروعها التدميري الممنهج لضرب البنية العسكرية لحزب الله، لكنها لم تتمكن من تحقيق هذا الهدف بعد.
أما على خط الانتخابات الرئاسية، فأبدى العريضي استغرابه متسائلًا: “على أي كوكب يعيش هؤلاء؟ هل هم على كوكب عطارد أو الزهرة؟ إنهم لا يدركون ما يفعلون. الأهمية الآن لوقف إطلاق النار”.
واعتبر أن الانقسام العمودي مستمر والخلافات قائمة، مؤكدًا أن التسوية التي ستُطرح هذه المرة لوقف إطلاق النار وانتخاب رئيس جديد لن تكون مبنية على القرار 1701، الذي يرى العريضي أنه “مات” أي انتهى، ويجب أن تكون هناك تسوية جديدة أو تطوير لآلية تطبيقية تتجاوز ما كان مخططًا له سابقًا.
ورأى العريضي أن الحديث عن الاستحقاق الرئاسي الحالي هو مضيعة للوقت، حيث يتوقع تمديدًا جديدًا لقائد الجيش العماد جوزاف عون، بالإضافة إلى تمديد آخر للمجلس النيابي والبلديات.
وأشار إلى أنه أمام لبنان حوالي سنتين تقريبًا قبل الانتخابات النيابية، في ظل وجود مليون ونصف نازح خارج منازلهم، ما يجعل من الصعوبة إجراء هذه الانتخابات بشكل طبيعي، بالإضافة إلى الدمار والخلافات القائمة ومتطلبات العملية الانتخابية وفق القوانين المرعية. ومع ذلك، لم يستبعد العريضي إمكانية انتخاب رئيس في لحظة إذا ما توفرت تسوية مناسبة.
وقال: المرشحين هم ذاتهم، من بينهم قائد الجيش والثنائي الشيعي لا يزال متمسكًا بترشيح سليمان فرنجية، بينما يُطرح اسم اللواء الياس البيسري بقوة كمرشح للرئاسة. وأثنى العريضي على اللواء البيسري، معتبرًا أنه لأول مرة يقوم شخص بمثل هذه الإنجازات، خصوصًا في ظل الظروف الحالية، مثل ضبط الحدود بشكل فعال وبهدوء، وتسهيل أمور الناس دون حدوث مشاكل تُذكر.
وختم بالقول: هؤلاء المرشحين لم يتغيروا، وصولاً إلى النائبين فريد البستاني، المطروح ضمن كتلة “لبنان القوي”، والنائب نعمة أفرام. كما لفت إلى أن “التكتل التشاوري” أعلن موقفه وسمّى كل من النائبين إبراهيم كنعان ونعمة أفرام كمرشحين للرئاسة، وكذلك من خارج النادي السياسي قائد الجيش العماد جوزاف عون.