بسبب معركتي لبنان وغزة.. هذا ما خسرته إسرائيل
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إسرائيل تخوض حرباً على 7 جبهات منذ أكثر من عام، لكنها فقدت قدرتها الردعية في المنطقة، مشيرة إلى أن “إسرائيل قد تحتاج سنوات لكي تستعيد تفوق الرّدع”.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إن “يوم 7 تشرين الأول 2023 هو أحد أحلك الأيام في إسرائيل، وذلك عندما نفذت حركة حماس هجوماً كبيراً باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة ما أسفر عن قتل وخطف العديد من الإسرائيليين.
واعتبر التقرير أنّ الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، فشلا في إدارة المعركة الدفاعية حينما لم ينجحا في إعطاء تحذيرٍ من الغزو، فيما مرّت ساعات طويلة قبل وصول قوات الاحتياط إلى الأرض
وأوضح التقرير إنّ “القيادة الشمالية كانت مُتقدمة على الحزب في لبنان في صباح 7 تشرين الأول، حينما تم تجنيد عشرات الآلاف من جنود الإحتياط الذين قاموا على الفور ببناء خطوط الدفاع في القطاع الشمالي وأقاموا حاجزاً أمنياً لمنع غزو الشمال إنطلاقاً من لبنان”.
وتابع: “في يوم 7 تشرين الأول 2023، تحول الجيش الإسرائيلي على جبهة غزة من الدفاع إلى الجنوب، وبعدها دخلت 4 فرق عسكرية بهجومٍ داخل أراضي القطاع، لكنه بسبب الافتقار إلى الإدارة السياسية المنظمة، تم تنفيذ العمليات في جنوب قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي بعد أشهر من بدء المعارك”.
وأوضح التقرير أن “الجيش الإسرائيلي احتفظ بتشكيلات كبيرة من القوات عند الحدود الشمالية والتي تصدّت لمحاولات الحزب شن قتالٍ عنيف من خلال إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على المستوطنات وقوات الجيش في عمق الشمال”، وأضاف: “هناك، ألحق حزب الله أضراراً جسيمة بالعديد من المُستوطنات إلى جانب سقوط ضحايا في صفوف المدنيين والجنود”.
في المقابل، تحدث التقرير عن الهجمات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد الحزب والاغتيالات التي طالت قادته، مشيراً إلى أن الحزب خطّط لإطلاق كميات كبيرة من الصواريخ والطائرات من دون طيّار خلال الحرب.
وأوضح التقرير أنه “خلال العام الماضي، كانت إسرائيل تتعامل مع أربع جبهات إضافية”، مشيراً إلى أن الجبهة الأولى كانت في الضفة الغربية حيث توجد فصائل للمقاومة الفلسطينية هناك.
كذلك، زعم التقرير أن الجبهة الثانية تتصل بالأردن، مدعياً أن “إيران حاولت إنشاء بنية تحتية هناك”، وأضاف: “أما الساحات الأبعد فهي اليمن وسوريا والعراق. وهناك، تدير إيران مجموعات تعمل على إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار، فيما تعمل إسرائيل علناً وسراً في هذه المناطق، وتمتنع في الوقت الحالي عن فرض ثمن مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد”.
واعتبر التقرير أن “إيران تمثل التحدي الرئيسي في المنطقة”، مشيراً إلى أن طهران واجهت إسرائيل بشكل مباشر لمرتين خلال العام الجاري من خلال إطلاق الصواريخ باتجاهها، لكن تل أبيب لم ترد حتى الآن على الهجوم الأخير الذي وقع مطلع الشهر الجاري، والتفسير لذلك هو أن هناك ضعفاً لدى إسرائيل وعند جيشها”.
واعتبر التقرير أن “الجيش الإسرائيلي لم يستطع حتى الآن تحقيق أهداف الحرب والمتمثلة باستعادة المخطوفين من حركة حماس، والقضاء على الحركة عسكرياً وسياسياً وإرساء عودة سكان شمال إسرائيل منازلهم”، وأضاف: “كذلك، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من ردع إيران، كما أن إسرائيل لم تنجح في تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران فيما لم تضع إستراتيجية لإنهاء الحرب”.
وختم: “إن قوات الجيش الإسرائيلي تقف الآن على مفترق طرق. لقد تم تسجيل إنجازات تكتيكية لم تترجم إلى تحركات سياسية، ويحتفظ الجيش بمئات الآلاف من جنود الاحتياط لمدة عام كامل تقريباً، فيما الاستنزاف كبير. كذلك، فإن إسرائيل تعيش عزلة سياسية جزئية فيما تحوم فوقها تحقيقات محكمة لاهاي. لقد فقدت إسرائيل قدرتها على الردع في المنطقة، وقد يستغرق الأمر سنوات لاستعادة تفوق الردع. لكن الأمر الذي يكتسب الأهمية الأولى هو أنه يجب على إسرائيل والجيش الإسرائيلي تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في أحداث تشرين الأول 2023. وبدون التعلم والبحث، سنجد أنفسنا مرة أخرى في مواجهة كارثة جديدة”.