هدف تُبيّته اسرائيل من استهداف الجيش… وكشف دقيق لسير المعارك البرية!
بدأ العدو الإسرائيلي منذ فترة باستهداف الجيش اللبناني في المناطق الساخنة، حيث كان يتحجج سابقاً بأنه لم يميز آليات الجيش، ولكن المعطيات على الأرض تؤكد أن الجيش لا يتحرك بدون تنسيق مع اليونيفيل، مما يثير علامات استفهام حول الهدف الإسرائيلي من استهدافه.
حول هذا الموضوع وسير المواجهة البرية اليوم، يذكّر العميد الطيار المتقاعد بسام ياسين، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “استهداف الجيش اليوم ليس الأول، فقد سبق أن استهدفه مرات عدة، مشيراً إلى أنه يثبت يوماً بعد يوم أن عدوه ليس الحزب فحسب، بل شخصيات أخرى في هذا البلد، مؤكدًا أن هذا الاستهداف لم يكن نتيجة لخطأ تقدير أو رصد حركة ما، لا سيما أن الجيش اللبناني ينسق كل تحركاته مع اليونيفيل”.
ويلمّح، إلى هدف “تُبيّته إسرائيل من استهدافها للجيش، على إعتبار أن الجيش لا يمكن أن ينتشر في مناطق النزاع، ويجب البحث عن حل آخر قد يكون قوة متعددة الجنسيات، واصفاً ما يحصل بالهجوم المبطن”.
وينتقل العميد ياسين للحديث عن “الدعاية الإعلامية التي ينتهجها العدو في حربه البرية، فيذكّر أن الصورة في عيتا تُظهر وجود مركبة، مؤكداً أن الاشتباكات داخل عيتا بالتحديد تجري من منزل إلى آخر”.
ويعطي صورة موجزة حول مسار المواجهات في القطاعات الحدودية، موضحاً ما يلي:
من الجهة الجنوبية، هناك بلدة الضهيرة التي دخلها العدو الإسرائيلي وصولاً إلى الطريق التي تربط بين الناقورة ورميش، إذًا في القطاع الغربي، لم يدخل العدو سوى بلدة الضهيرة، لا سيما أن بعض البلدات في الجنوب، بفعل النسيج السكاني فيها، لا يمكن تأسيس أرضية مقاومة فيها.
أما في القطاع الأوسط، فتبدأ المعركة في راميا وعيتا الشعب والقوزح، حيث سقطت راميا، فيما تدور المعارك داخل عيتا، بينما يقف العدو عند حدود القوزح دون أن يدخل إليها.
أما لجهة رميش مارون الراس فهي بالمبدأ قد سقطت، والعدو يتجه من هناك باتجاه عين أبل لتطويق بنت جبيل من الجهة الغربية، وانطلاقاً من ميس الجبل ومارون الراس، فمن المؤكد أن لديه خطة لمهاجمة عيترون من أجل الوصول إلى تطويق بنت جبيل من الجهة الشرقية، وبالتالي تصبح المدينة محاصرة من مارون الراس وعيترون وعين أبل، والخوف بعدها من إنزال على بيت ياحون لاستكمال عملية تطويق المدينة.
ومن جهة ميس الجبل وبليدا ومحيبيب، فقد سقطت هذه البلدات، بينما تدور اشتباكات عنيفة في عديسة ورب ثلاثين والطيبة، حيث تم صد أكثر من هجوم، والهدف الإسرائيلي من الوصول إلى الطيبة ودير سريان هو السيطرة على وادي الحجير ووادي نهر الليطاني مقابل قلعة الشقيف.
وفي كفركلا، جزء سقط بيد العدو وتم هدمه، وجزء لا يزال بيد المقاومة حيث تدور المعارك داخل البلدة.
أما من جهة شبعا وكفرشوبا، فهناك تقدم لبضعة أمتار لا تتعدى الـ300 متر، ولكن هذا التحرك يتجه جنوباً بدلاً من الصعود شمالاً من أجل تطويق بلدة الخيام.
ويرى، أنه “بالمحصلة، يبدو أن سيطرة العدو على جنوب الليطاني صعبة جداً، فكل ما وصلت إليه اليوم لا يشكل 5% من منطقة جنوب الليطاني كمساحة، وقد استغرق ذلك 20 يوماً، لذا، ليس بالسهولة التي يظنها العدو أن يتمكن من السيطرة على جنوب الليطاني، ففي كل قرية تنتظره حرب ضروس، ويعتقد أن الإسرائيلي يدرك هذا الأمر تماماً، لذلك يبدو أنه لن يصل إلى جنوب الليطاني بل سيكتفي بالقرى الأساسية ويكمل عملية التدمير التي يقوم بها، وبعدها سيأتي إلى الطاولة لفرض شروطه”.
ولا يستبعد العميد ياسين، أن “تتمكن المقاومة من إحباط المخططات الإسرائيلية، لا سيما أن ما يدور في تلك القرى ليس قتالاً عادياً بل استبسال إلى أقصى الحدود”.
المصدر: ليبانون ديبايت