طموح اسرائيل أبعد من الـ ٣ كلم.. والحرب لن تنتهي قريبا؟
طموح اسرائيل أبعد من الـ ٣ كلم.. والحرب لن تنتهي قريبا؟
يبدو من الاداء الميداني للجيش الاسرائيلي أن العملية العسكرية البرية التي بدأت منذ ثلاثة اسابيع لن تنتهي في وقت قريب، وان الخسائر التي يتكبدها، والتي تفوق بشكل نسبي خسائر حرب تموز بشكل كبير لن تمنع اسرائيل من الاستمرار بمحاولات التقدم والتوغل في جنوب لبنان بالرغم من خفض سقف الاهداف التي تريد تحقيقها والمشار اليها علنا وفي وسائل الاعلام.
الخطاب الاسرائيلي يركز على نقطتين مرتبطتين بالعملية العسكرية البرية، الاولى هي اعادة سكان الشمال الى المستوطنات وقد اضيف الى هؤلاء مستوطنين من حيفا ومحيطها، والنقطة الثانية هي تدمير البنية التحتية الهجومية لقوات الرضوان عند الحافة الامامية، علما ان بعض التصريحات تصل الى حد اقامة منطقة عازلة تمتد الى ثلاثة كيلومترات في عمق الجنوب، وقد سحب من التداول الاعلامي حتى الان مسألة انسحاب الحزب الى شمال نهر الليطاني واستبدلت بتطبيق القرار ١٧٠١ ومعدلا..
امام هذا المشهد يمكن توقع ان يكون هدف اسرائيل اكبر من المعلن خصوصا ان من بدأ الحرب بإغتيال الامين العام لـ “الحزب” السيد حسن نصرالله ولم يقم بتسوية بالرغم من تفوقه الكبير في تلك اللحظة فهذا يعني ان طموحه اكبر من احتلال قرية هنا او تدمير بنية تحتية هناك، لكنه تعلم من حرب تموز ان يحد من اهدافه المعلنة ليكون له القدرة على تحقيقها وانهاء الحرب وقت يشاء او وقت يصبح مضطراً..
لذلك فإن توقع انتهاء الحرب في وقت قريب ليس دقيقاً، اذ ان الاطراف لا تزال حتى هذه اللحظة تظن انها قادرة على تحقيق انتصار، فإسرائيل تريد تحقيق انتصار شامل على “الخزب” وطرده بشكل فعلي الى شمال الليطاني وتحقيق منطقة عازلة من دون سكان تمتد لـ ٥ كلم عند الحدود، كما تريد ضمان عدم عودة تسلح الحزب مجدداً او استعادة قوته مع ما يعنيه ذلك من حرية حركة جوية وغير جوية..
في المقابل يعتقد “الحزب” بالرغم من التحديات الكبرى التي يمر فيها، انه تخطى الى حد بعيد اللحظة الاصعب وانه اليوم قادر على تحسين حضوره وعلى استيعاب الصدمة اكثر فأكثر ما يعطيه فرصة نصر على المدى المتوسط او الطويل بالرغم من الاثمان الكبرى التي قد تدفع. هكذا يصبح الحديث عن تسوية قريبة ضرب من الخيال، اذ ان الحل ونزول هذا الطرف او ذاك عن الشجرة يحتاج الى حدث ميداني حصرا وليس الى حدث سياسي.
وعليه فإنه اذا استطاع “الحزب” الاستمرار بالتدرج تصاعدياً في معركته واستهدافاته، ووجه ضربات مشابهة لضربة منزل نتيناهو وضربة لواء غولاني، فإن مدة الحرب ستتقلص وقد تشكل مدخلا للحل في ظل الادارة الاميركية الجديدة.
المصدر: علي منتش – لبنان24