رؤية وطنية مهمة… هل تُكسر الغطرسة الإسرائيلية تحت ضغط الميدان؟
في ظل الأوضاع الحرجة التي يمرّ بها لبنان، عُقِدَ اليوم في باريس مؤتمر دولي بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جمع عشرات الدول والمنظمات الدولية لحشد الدعم الإنساني والمالي والدبلوماسي للبنان، بما يشكل خطوة لتوفير المساعدات العاجلة ومحاولة لوقف التصعيد.
في هذا السياق، يؤكّد المحلّل والكاتب الصحافي غسان ريفي، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال المؤتمر، رسم خارطة طريق للحل في لبنان عندما أكد أمام الملأ وممثلي دول العالم أن الحل يكمن في أربعة بنود، وهي: وقف إطلاق النار، الالتزام بالقرار 1701 بكل مندرجاته من دون زيادة أو نقصان بين لبنان وإسرائيل، إرسال 8 آلاف جندي إلى الجنوب اللبناني، ومن ثم إطلاق مفاوضات حول كيفية إيجاد أمن مستدام على الحدود اللبنانية الفلسطينية”.
ويشدّد ريفي على أن “الرئيس ميقاتي يتمسك بثوابت لبنانية، خاصةً اليوم، وهو يواجه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كل الإملاءات الأميركية الإسرائيلية، التي تتحدث عن 1701 زائد أو عن الرؤية الإسرائيلية الأميركية، التي يسعى الإسرائيلي من خلالها إلى فرض وصاية وشبه احتلال على لبنان، عبر مشاركة اليونيفيل في تنفيذ دوريات أو القيام بطلعات جوية، وهو ما يرفضه الموقف الرسمي اللبناني بشكل كامل وواضح وصريح، وهذا الموقف لا يختلف عن موقف المقاومة، التي لم ترفض منذ بداية الحرب البنود الأربعة التي تحدث عنها الرئيس ميقاتي”.
ويشير ريفي، إلى أن “إسرائيل من الممكن أن ترفض الرؤية اللبنانية نتيجة غطرستها، وطبعًا كما الموفد الأميركي آموس هوكشتاين استمع إلى هذه الرؤية التي عبّر عنها الرئيس ميقاتي في المؤتمر اليوم، خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، حيث ذهب بها إلى إسرائيل على أن يعود بالجواب، لذا، في حال رفضتها إسرائيل، نحن نقول إن الميدان هو الذي سيضغط في هذا الاتجاه”.
ويقول ريفي: “نحن اليوم نطرح رؤية لبنانية قائمة على ثوابت وطنية تحمي البلد وتحفظ سيادته واستقلاله وأمنه، وهذا الأمر يحتاج أيضًا إلى حضور قوي في الميدان، الذي ستدعم نتائجه تنفيذ الرؤية اللبنانية التي تم طرحها”.
ويوضح ريفي، أنه “لا شك بأن المؤتمر له دلالات عدة، أولها أن لبنان غير متروك ولا يزال يحظى بدعم دولي، في ظل الواقع الأليم الذي نعيشه، لكن هناك نظرة معينة لهذا المؤتمر، فلبنان ليس فقط بحاجة إلى مساعدات مالية، بل أيضًا يحتاج إلى دعم سياسي من المجتمع الدولي والدول الغربية، بالإضافة إلى موقف داعم عن كل المتواجدين في هذا المؤتمر من عرب وأجانب، لمواجهة العدو الإسرائيلي، كي يوقف أعماله العدائية والوحشية التي تطال اللبنانيين”.
المصدر: ليبانون ديبايت