بين القائد العلني والمتخفي… أي نموذج سيعتمده “الحزب” و”حماس”؟

بين القائد العلني والمتخفي… أي نموذج سيعتمده “الحزب” و”حماس”؟

حالة من الترقّب تسود بانتظار إعلان هوية قائدي “الحزب” و”حماس”، بعد تأكيد اغتيال إسرائيل رئيس المجلس التنفيذي للحزب المرشّح لأمانته العامة هاشم صفي الدين، ورئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، في حين لم يصدر بعد عن التنظيمين أي إعلان رسمي في هذا الخصوص، باستثناء التأكيد على أن القيادة موجودة.

فقد التنظيمان عدداً غير قليل من القادة، ما قد يشكّل عائقاً أمام اختيار المرشّحين ذات الخبرة والأقدمية، وأمام آليات انتخاب أو تعيين قائد، ثم أن التحدّي الأمني يفرض نفسه أيضاً، فمع إعلان إسرائيل نيّتها وقدرتها اغتيال القائد وخليفته وخليفة خليفته، يمتنع التنظيمان على ما يبدو عن إعلان قائد جديد فتستهدفه إسرائيل ويعودان إلى دوّامة المراوحة والترقّب والفوضى نفسها.

في هذا السياق، برزت ثلاث فرضيات: الأولى مفادها تعيين قائد جديد والإعلان عنه كما حصل حينما خلف السنوار زعيم “حماس” الراحل اسماعيل هنية، الثانية هي تعيين قائد جديد دون كشف هويته وذلك من أجل تأمين مسار القيادة من جهة وتفادي اغتيال إسرائيل له من جهة أخرى، أمّا الثالثة فهي إرجاء تعيين قائد جديد حتى نهاية الحرب والاكتفاء بمجالس قيادية توزّع المهام على الأعضاء.

الحال يختلف بين “حماس” و”الحزب”، وهذا ما يؤكّده أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي علي فضل الله، الذي يتوقع أن يُعلن التنظيم اللبناني عن قائد جديد له بعد تأكيد اغتيال صفي الدين خلال فترة قصيرة، كون البدائل موجودة، في حين قد تتجه “حماس” إلى إخفاء هوية قائدها الجديد لأسباب أمنية إثر الإطباق الإسرائيلي على قطاع غزّة واغتيال العديد من القادة في الحركة.

“الحزب”: أمين عام أم مجلس قيادة؟

فقد “الحزب” العديد من قادة الصف الأول، والذين ينضوون تحت المجالس القيادية في الحزب، كمجلس الشورى والمجلس التنفيذي، ما قد يُعيق آليات انتخاب أمين عام جديد، لكن برأي فضل الله، فإن الحزب ورغم الاغتيالات “قادر على إنجاز الاستحقاق لأن الجهاز التنظيمي كبير، والعدد الأكبر من القيادات لا يزال موجوداً، وفي الآن عينه البدائل كثيرة، وبالتالي لا مشكلة في آليات الانتخاب”.

وإذ توقّع مطّلعون على أجواء “الحزب” الاكتفاء بالمشهدية الحالية، أي قيادة جماعية لمرحلة انتقالية، وتوكل خلالها مهمّة القيادة والسيطرة لشخصيات الصف الأول في الحزب ومجالسه القيادية، ويُبقى فيها لنائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم دور الإطلالات الإعلامية، فإن فضل الله يرى أن المرحلة “تقتضي قائداً علنياً”، ويعزو عدم اختيار الحزب قائداً جديداً إلى “التأخر في التأكد من اغتيال صفي الدين”.

وإذ يرى مراقبون أن “الحزب” قد يتّجه نحو تعيين أمين عام جديد دون الكشف عن هويته خوفاً من اغتياله، ويُبقي المشهد العلني على حاله، فإن فضل الله يستبعد هذا الواقع، وبرأيه، فإن “القيادة الخفيّة هي سمة التنظيمات السرّية، عكس الحزب، وخطر الاغتيال لن يُثني الحزب عن التعيين بل سيدفعه لتشديد الإجراءات الأمنية”، مُستذكراً أولى مراحل تأسيس الحزب حينما بقيت قيادته سرّية لمدّة تسع سنوات، مؤكّداً تبدّل الحال.

ماذا عن “حماس”؟

من جهة “حماس”، فإن الوضع مختلف كون إسرائيل تُحاصر قطاع غزّة وقادة الحركة الذين تعرّض عدد كبير منهم للاغتيال، وفي حين قال مسؤولان في “حماس” لشبكة “بي بي سي” البريطانية إن المناقشات لاختيار خليفة للسنوار ستبدأ قريباً جداً، نقلت الشبكة معلومات مفادها أن لجنة مكونة من خمسة أعضاء ستُدير الحركة حتى اختيار قائد جديد.

وبحسب تصريحات المسؤولين، فإن خليل الحية، نائب السنوار وأرفع مسؤول في الحركة خارج غزة، يُعتبر مرشحاً قوياً، وفي سيناريو الحركة فإن الأخيرة قد تختار عدم الإعلان عن قائدها بعد اختياره. وفي هذا السياق، يُشير فضل الله إلى أن “حماس قد تلجأ إلى نوع من السرّية، وعندها تُبقي قائدها في حالة تخفّي فلا تُعلن عنه، بسبب إطباق إسرائيل على غزّة والتحديات الأمنية”.

في المحصّلة، فإن قيادة التنظيمين ستبقى ملفاً شائكاً في المرحلة المقبلة، والأنظار ستتجه إلى تعيين قائد جديد من عدمه، وكيفية تأثّر الأداء بالمسألة، ومدى قدرة التنظيمين على حمايته، في ظل إعلان إسرائيل الواضع والصريح عن نيتها قتل كل خليفة لكل قائد.

المصدر: جاد فياض – النهار

Exit mobile version