خفة يد “صرّاف” تنصب على المواطنين في طرابلس!

خفة يد “صرّاف” تنصب على المواطنين في طرابلس!

يعجز بعض الطرابلسيين عن التنصّل من يد صرّاف لم يُعلن توبته حتّى اللحظة من عمليات النصب والاحتيال التي اعتاد تنفيذها يومياً من دون أن يرحم أحداً، حتّى وقع ضحيته نازحون لا يعرفون شيئاً عن المدينة وخفايا محالها، خلافاً للكثير من أبنائها “المخضرمين” أو العالمين بالصالح والطالح بعد تجربة مريرة.

يُمكن القول إنّ “ضحايا” هذا الصرّاف الذي بات معروفاً منذ أعوام، لا يتوقّعون وقوعهم في فخّ الرجل الذي يُدرك “الكار” جيّداً والقائم على خفّة يده واستقوائه على النّاس. ومنذ ساعات، دخل إلى محلّه أحد النازحين الذي أعطاه 50 دولاراً أميركياً لصرفها، وبعد حصول الصرّاف عليها، أكّد أنّه تسلم منه 5 دولارات فقط، الأمر الذي صدم النازح الذي لم يُدرك الحيلة وفحواها، لكنّه علِم فيما بعد بأنّ الصرّاف ليس سهلاً.

سيّدة من المنية، كانت وقعت ضحيّته منذ فترة وجيزة، تقول لـ “لبنان الكبير”: “ذات مرّة أعطيته 100 دولار ليصرفها بعد تأكيده أنّه يصرف الدولار بمبلغ مغرٍ ومربح، وقام بردّ 10 دولارات معتبراً أنّها المبلغ الذي أعطيته إيّاه، وشكّكني بنفسي، وشعرت أنّه يُحرّك يده بطريقة خفية وسريعة جداً داخل الخزنة ليستبدل المبلغ بلمح البصر، وهذا ما حدث، لكنّني لم أسكت عن فعلته بتاتاً، بل قمت برفع صوتي وافتعال مشكلة كبيرة دفعته إلى مطالبتي بخفض صوتي، واستعدت المبلغ”.

وفي حين تمكّنت هذه السيدة من استعادة المبلغ بالقوّة، فإنّ غيرها توهّم فعلاً أنه دفع مبلغاً أقلّ، فيما اشتبك آخرون معه، وهذا ما حدث مع شاب يُعلّق عبر “لبنان الكبير” على هذا الموضوع الذي يُشبّهه بعض المواطنين بـ”السحر”، معتبراً أنّه محل قائم على الغشّ والنصب من الدّرجة الأولى. ويقول: “أحياناً يقف أمام المحل ويدّعي صرفه الأموال، وحين ندخل، يخترع سيناريوهات وهميّة في ثوانٍ، ويتحدّث عن عمله أو عن أيّ موضوع آخر، وتجد مبلغك مكانه لكن أقلّ هذه المرّة، ويُخبرك بأنّه المبلغ الذي تسلمه منك ليصرفه لك باللبناني، وهذه صدمة أولى، أمّا الثانية فتظهر بعد عملية عدّ النقود التي ستجدها ناقصة، وفي حال قيامه بعدّها للمرّة الثانية أو الثالثة للتأكّد ستجد نقصاً أكبر في المبلغ، ولم أسكت طبعاً”.

وبعد معرفة الكثير من المواطنين بحيله وتحدّث معطيات عن عدم امتلاكه أساساً رخصة مزاولة هذه المهنة مع العشرات غيره، تحرّكت صفحات طرابلسية لتشجيع إيقاف هذا الشاب عند حدّه، كما دعا بعض المواطنين صفحة “وينيه الدّولة” إلى التحرّك أيضاً لحثّ الأجهزة الأمنية على اتخاذ التدابير اللازمة، لا سيما بوجود النازحين الذين يُواجهون ظروفاً لا يقدرون فيها على تحمّل أعباء السرقة العلنية.

مصدر قانوني يدعو عبر “لبنان الكبير” المواطنين إلى ضرورة تسجيل شكوى في أقرب مخفر لتتحرّك القوى الأمنية فعلياً، “مع العلم أنّنا سجّلنا سابقاً عشرات الشكاوى التي لم تُحرّك للأمنيين ساكناً”. ويقول: “موكّلتي شخصياً وقعت ضحيته بعد سرقته 300 دولار منها، والكثير من المواطنين قد لا يكتشف هذا النّقص إلّا بعد عودته إلى منزله، وحين يعود ليستردّ المبلغ لا يأخذ شيئاً، وبالتالي إنّ عمليتيّ الاحتيال والسرقة لم تحدثا للمرّة الأولى، بل يُعاني الطرابلسيون من هذه التحدّيات منذ أعوام، لكن لم يضع المعنيّون حدّاً لها”.

ويُضيف: “القوى الأمنية تعرف هوّية من يقومون بهذه الأفعال جيّداً خصوصاً في طرابلس، لكن عليها توريطهم بحنكتها، وتوقيفهم وإقفال محالهم بالشمع الأحمر، وعندما تُورّط أحدهم ستردع الباقين بكلّ بساطة، أمّا بالقانون، فيتمّ توقيف هؤلاء الأشخاص بتهمة السرقة والاحتيال بعد أخذهم المال عنوة وإيهام أصحابها بنقص المبلغ مع غيرها من الحيل المالية الصعبة التي تسلبهم أموالهم بالقوّة”. ويؤكد معرفته الجدّية بعتب المواطنين على دولتهم التي عليها الحفاظ على حقوق النّاس وأموالهم كأولوية لديها.

Exit mobile version