سواء فاز ترامب أو هاريس.. أيام نتنياهو “معدودة”

سواء فاز ترامب أو هاريس.. أيام نتنياهو “معدودة”

على الرغم من الإنشغال الأميركي بالإنتخابات الرئاسية، تبقى الأنظار مشدودةً إلى واشنطن حيث القرار الحاسم والفرصة الأخيرة أمام الإدارة الحالية، لتزخيم مساعي وقف إطلاق النار في غزة أو في لبنان. وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمحلل السياسي في واشنطن وسام يافي، أن كل شيء مؤجل على هذا الصعيد بانتظار نتائج هذه الإنتخابات، متوقعاً أن يتمّ بعدها “تجديد” المبادرة الأميركية لوقف الحرب، ولكن من دون أن يكون واضحاً ما إذا كان موفد الإدارة الديمقراطية آموس هوكشتين سيعود إلى المنطقة، لأنه إذا خسر الديمقراطيون الإنتخابات وفار دونالد ترامب، فلن يبقى هوكشتين موفداً.

وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، لا يُخفي المحلل يافي، الترابط بين غزة ولبنان، لأنه “إذا كانت واشنطن تركز جهودها على اتفاق لوقف النار في غزة أولاً، فإن أي وقف للحرب في غزة سينعكس على جبهة لبنان، لأن حزب الله سيبادر فوراً إلى وقف النار، لأنه كان قد اشترط وقف النار في غزة لوقف الجبهة الجنوبية، ولذلك فإن واشنطن تركز على غزة أولاً.

أمّا السؤال المطروح هنا يقول يافي، فهو موقف بنيامين نتنياهو وما إذا كان سيوقف حربه على لبنان، خصوصاً وأن “أيامه معدودة” بغض النظر عن الفائز في الإنتخابات، وذلك في ظل وجود “ديناميكيات معارضة له في واشنطن”، مشيراً إلى أن ترامب لا يثق كثيراً به كما أن كاملا هاريس لا تثق به في المطلق.

ويتحدث يافي عن “مقاومة داخلية لنتنياهو في إسرائيل نتيجة الحرب، إذ أن الجيش يتحمل الخسائر نتيجة قراره بالحرب، كما أنه فشل أخيراً بمحاولته التصعيد في المنطقة بعد الضربة الأخيرة لإيران، ولم ينجح بجرّ واشنطن إلى الحرب، وبالتالي لم يبق أمامه إلاّ مواصلة الحرب على غزة ولبنان، ولذلك فإن الخطة الأميركية هي الرهان على وقف الحرب في غزة لكي يوقف الحزب تلقائياً الجبهة، لأن لا حل عسكرياً في لبنان بعدما فشل الإسرائيليون بالتقدم في الميدان، وهو ما دفعهم للعودة عن مطالبتهم بالقرار 1701 + إلى ال1701”.

وعليه، يشير يافي إلى نتائج إحصاء قامت به القناة 12 الإسرائيلية والتي جاء فيها أن 60 بالمئة من الإسرائيليين يعتبرون سياسة نتنياهو فاشلة وأن أكثر من 80 بالمئة يريدون محاسبة نتنياهو بعد الحرب، ما يدل على أن سياسات نتنياهو العسكرية لم تعد تلقى أي تأييد، لأن من كان يراهن على القوة والحرب لتحقيق الأهداف، لم يجد إلاّ الدمار والخسائر، ولذلك كان تركيز الأميركيين على التفاوض لإنهاء حرب غزة.

وعن رفض نتنياهو وقف الحرب في لبنان وقبوله بوقف الحرب على غزة، يقول يافي إنه “لن يستطيع أن يُقنع 70 بالمئة من الإسرائيليين المعارضين للحرب بمتابعة حرب غزة، أو بالموافقة على استمرار الحرب في لبنان، كما أنه لن يقنع وزير الدفاع والجيش بمواصلة الحرب، بعد ما أعلنه وزير الدفاع عن أن الحرب ليست الحل”.

ويخلص يافي إلى أن نتنياهو لن ينجح بإقناع الرئيس الأميركي الجديد بدعمه وتمويله لمواصلة الحرب، مشيراً إلى تراجع في التمويل الأميركي له، ما يؤكد أن سياسات نتنياهو فاشلة وهو يتجه إلى المزيد من الفشل في المرحلة المقبلة.


“ليبانون ديبايت”