بعد خسارة موسم الجنوب.. “تنكة الزيت” تدخل مزاد الأسعار

بعد خسارة موسم الجنوب.. “تنكة الزيت” تدخل مزاد الأسعار

لموسم الزيتون قواعد لا قدرة للحرب على تغييرها، فالعام الحالي هو “عام الموسم”، أي أنه بحسب المزارعين يحمل الكثير من ثمار الزيتون. وبالرغم من أن التوقعات كثرت عن ارتفاع أسعار الزيت الى حدّ جنوني نظراً لعدم تمكّن سكان الجنوب من القطاف، إلّا أن الأسعار لم ترتفع كثيراً عن العام الماضي في مختلف المناطق.


من الشوف الى الشمال.. السعر الزيت يختلف
“الطلب كتير والخير أكثر”، هكذا يلخّص عدد من مزارعي الشمال الحال، معتبرين أن رفع أسعار الزيت سيحول دون تصريف الإنتاج. ويقول أحد المزارعين في قرى البترون الوسطية، في حديثه لـ”لبنان 24″، إنه يفضّل بيع الزيت بسعر مقبول على ان يكدّس التنكات في قبو منزله.


ويوضح أن “سعر التنكة هذا العام لديه 150 دولاراً”، مشيراً الى أنه “باع انتاج حقوله في العام الماضي بـ130 دولاراً عن التنكة الواحدة وهذا العام ارتفعت الأجور في المعاصر لذا ارتفع السعر”.

السعر في قرى الشمال وقضاء البترون تحديداً يختلف من تاجر الى آخر، ويتراوح بين الـ150 دولاراً لتنكة الزيت الواحدة الى 175 دولاراً. ويعيد أحد المزارعين الأمر الى اختلاف الكلفة اذ ان تسعيرة معاصر الزيتون للكبسة أيضاً تختلف، اذا لم نحتسب تكاليف المزارعين للعناية بشجر الزيتون من حيث الأسمدة واليد العاملة للقطاف. حتى أن بعض المزارعين شمالاً قرر بيع التنكة الواحدة بـ200 دولار!

هذا السعر “المرتفع” نوعاً ما لم يلق استحسان العديد من المزارعين الذين اعتبروا اعتماده “غير وارد”. وقال أحد مزارعي الشوف إن “سعر تنكة الزيت لديه 175 دولاراً”، لافتاً الى أن هذا السعر يعتبر أيضاً مرتفعاً نسبة للرواتب لكن الظروف فرضت هذا الرقم للتداول. وعن إمكانية “تغلية” التنكة، قال لـ”لبنان 24″ إنه لا يعتقد أن رفع السعر أمر منطقي، مضيفاً: “هناك طلب كثير على زيت الشوف بعد خسارة موسم الجنوب والناس حجزت تنكاتها قبل البدء بالقطاف”.

ما الفرق بين الـ2023 والـ2024؟
مع انها سنة الموسم وكما يقال “سنة أي.. سنة لأ”، إلّا أن مقطوعية هذا العام أقلّ من العام الماضي.

ويقول أحد أصحاب المعاصر في الشمال” في العام الماضي، كانت المقطوعية أحسن، فثمار الزيتون كانت أكبر، وذلك قد يكون بسبب الطقس وقلة الأمطار هذا العام”.

ويشير لـ”لبنان 24″ الى ان “الإنتاج هذا العام هو أكثر بحوالى 40% عن العام الماضي”، مضيفاً: “منذ 30 يوماً، كل يوم “نعصر” 5 أطنان من الزيتون ما ينتج أكثر من طن من الزيت الصافي”. وتابع: “مقارنة بسنة الموسم أي بالعام 2022، فلا تزال إنتاجية العام 2022 الأفضل”.

وعن كلفة انتاج الزيت لدى المعصرة، فيقول: “العام الماضي، التسعيرة كانت 85 سنتاً الى 90 سنتاً لكل كيلو زيت، لمن يحضر الزيتون للكبس والفرق في السعر يعود الى كلفة اليد العاملة لغربلة الزيتون. هذا العام أصبح السعر دولاراً وكل من يحضر الزيتون مغربل الى المعصرة نحتسب له سعر التنكة 15 دولاراً بدلاً من 16 دولاراً”.

أما بالنسبة لبيع الزيت من المعصرة لمن لا يحضر زيتوناً اي لغير المزارعين، فيقول: “في البدء تم تسعير تنكة الزيت بـ130 دولاراً أي 8 دولار لكلّ كيلو زيت لكننا وجدنا أن الأسعار أغلى وتماشياً مع ذلك أعدنا بيع الزيت بـ150 دولاراً للتنكة الواحدة”.

هذه الكلفة تختلف بين المواطن والمزارع، بحسب صاحب معصرة الزيتون الذي يوضح أنه يأخذ زيتاً بدل المال من المزارعين ان أرادوا ذلك. ويقول إن “المزارع يستطيع ان يدفع عن كل تنكة، 2 كيلو من الزيت أو ما يوازيها نقداً اي مبلغ 16 دولاراً، اي ان كلفة تنكة الزيت للمزارع من المعصرة تبلغ 128 دولاراً”.

المصدر: بيترا رزق- لبنان24

Exit mobile version