اخبار محلية

“ورقةُ التوغّل في الجنوب تُسحب من يد إسرائيل”

“ورقةُ التوغّل في الجنوب تُسحب من يد إسرائيل”

اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، محمد وسام المرتضى، أن همجية الجيش الإسرائيلي في ارتكاب المجازر وتدمير البشر والحجر تأتي بالتزامن مع محاولاته إيهام الرأي العام بتحقيق إنجازات زائفة، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي يدرك، وفقًا لإعلامه، أنه لن يحصد من العدوان البري سوى أذيال الخيبة.

وفي تصريح خاص لـ “الميادين نت”، قال المرتضى إن ورقة التوغّل في قرى وبلدات الجنوب المهمة تُسحب رويدًا رويدًا من يد الجيش الإسرائيلي بفضل التصدّي البطولي لرجال المقاومة.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعمل على المراوغة، مؤكدًا أنه بات متمرّسًا في مقاربة موضوع المفاوضات التي تتلخص بالغوص في تفاصيل التسوية فوق الطاولة مع استمرار العدوان بقرار تحت الطاولة، وهو ما يُطلق عليه “مفاوضات تحت النار”.

وشدد الوزير على أن “لا إيجابيات سوى بالتصاريح”، موضحًا أن الهدف منها هو الإيحاء بأن العدو قبل بهذا البند أو ذاك، حتى إذا ما رفض لبنان الإذعان إلى بنود تمسّ بسيادته، قيل إن الرفض أتى من لبنان.

وأكد أن “موقف لبنان واضح ولا يحتمل التأويل أو الاجتهاد، وهو وقف إطلاق النار ثم تطبيق القرار الأممي 1701 دون تعديل، فهل هناك أوضح من هذا الموقف؟”

وفي سياق متصل، أشار المرتضى إلى أن الجيش الإسرائيلي سيعود عاجلاً أم آجلاً إلى المفاوضات، مكتشفًا أن “الشرق الأوسط الجديد” لن يمرّ من الجنوب، موضحًا أن المؤشرات على ذلك كثيرة، وقد بدأالجيش الإسرائيلي بالترويج للعودة إلى مندرجات القرار 1701 بسبب عجزه عن تحقيق أهدافه الكبرى.

وأشار إلى أن العدو يعرف أنه لا تسوية من دون تطبيق القرار 1701، ولكنه يكابر لإنقاذ رئيس حكومته الذي سيواجه مصيرًا أسود بعد انتهاء الحرب.

ولفت إلى أن القوة ستكون الفيصل لإعادة العدو إلى الحلول الممكنة بعد اعتماده سياسة الحلول السّوريالية (الخيالية).

وأوضح الوزير أن “الحرب على لبنان لم تعد في مصلحة من شنّها”، مشيرًا إلى أن القيادة العسكرية في “إسرائيل” صرّحت أكثر من مرة أن “العملية البرية استنفدت أهدافها” وأنه آن الأوان للانتقال إلى ما يزعم العدو أنها “مكاسب سياسية”. وأكد أن القيادة السياسية الرعناء في “إسرائيل” مستمرة في اعتماد حرب التدمير والتهجير كتعويض عن خسارتها في المواجهة مع المقاومة.

وأردف المرتضى بأن إيلام العدو يتطلب الصبر والصمود، موضحًا أن هذين العنصرين هما “الركنان الضروريان للفوز في معركة الاستنزاف”، حيث يجب الصبر لسماع صوت وجع العدو والصمود لتفتيت آماله في تحقيق انتصارات ميدانية، وبعدها تأتي مرحلة التنازلات المؤلمة للعدو.

وأشار إلى أن العدو يقف عاجزًا أمام القرى الحدودية، حيث ما إن اجتاز خَراجها من الجانب الفلسطيني المحتل حتى واجه عجزًا عن دخولها، وذلك بالرغم من الإمكانيات الضخمة التي سخّرها لتحقيق ذلك.

وتحدث عن البطولات الأسطورية في بلدة الخيام وغيرها، مؤكدًا أنها واحدة من المؤشرات على الوضع المأزوم للعدو في جنوب لبنان.

وفي ختام حديثه، طمأن الوزير اللبنانيين والحلفاء إلى أن “الميدان بخير برغم جراح التدمير والتهجير”، مشددًا على أن “البيئة اللبنانية متضامنة وقد راكمت على مدى عقود تراثًا وثقافة من العيش معًا تجعلها عصية على العدو”.

عسكريًا، أكد المرتضى أن “الجبهة تفاجئ العدو كل يوم بما لا يتوقعه”، موضحًا أن العدو يعتقد أنه يتقدم بينما يتقهقر، حيث يتم استهداف مستوطنات جديدة وظهور أسلحة جديدة بشكل يفاجئ العدو.

وفي الذكرى الأربعين لاستشهاد “سيد شهداء الأمة”، أكد المرتضى أن سماحة السيد حسن نصر الله لا يزال حاضرًا في الوجدان، مشددًا على أن ذكرى سماحته ستبقى ماثلة لعقود طويلة، وسيكون رمزًا وقدوة، حيث يمثل الحرية المتمثلة في مظلومين ومقهورين ومشردين، مشيرًا إلى أن استشهاده سيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً.

وفيما يتعلق باستهداف الجيش الإسرائيلي للمعالم التاريخية والأثرية في لبنان، أشار المرتضى إلى أن العدو يسعى لتدمير تاريخ وحضارة لبنان، مؤكدًا أن هذا يعبّر عن أزمته الحقيقية. وأكد أن لبنان يمثل نقيضًا لكيان عنصري حاقد، وأن هذا هو السبب وراء سعي الجيش الإسرائيلي لتدمير معالم لبنان التاريخية والأثرية.

المصدر: ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى