“الكلمة للميدان”.. أرض الجنوب إن حكت: ماذا تقول؟

“الكلمة للميدان”.. أرض الجنوب إن حكت: ماذا تقول؟

لا يمر يوم منذ انفجار الحرب الاسرائيلية على لبنان في اواخر ايلول الماضي، الا ويحمل معه نشر الجيش العبري صورا وفيديوهات لعمليات تفجير لقرى جنوبية ومحو أحياء سكنية عن بكرة أبيها، في مشاهد مخيفة ومرعبة غالبا ما تكون مصوّرة من الجو، توثّق حجم الدمار والخراب الذي اصاب المنطقة الحدودية.

في السياق، نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” منذ ايام قليلة تقريرا أعده مراسلوها في بيروت وتل أبيب ولندن قالوا فيه إن الجيش الإسرائيلي قام بتدمير مناطق في الجنوب على مساحة 3 كيلومترات كـ”حزام أول” في لبنان. وخلال شهر واحد، وفق الصحيفة، وصلت نسبة الدمار الى 69% من الابنية في محيبيب و35% في ميس الجبل و30% في يارون و27% في مركبا و20% في العديسة و19% في عيترون ورامية.

في الارقام ايضا، قام الجيش الإسرائيلي بتفخيخ وتدمير احياء في مدن وبلدات بكاملها، بحيث ان اكثر من 37 بلدة تم مسحها وتدمير منازلها وان اكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرا كاملا، ويحدث ذلك في منطقة في عمق ثلاثة كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام. فى الإطار عينه، أوضح الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث اذاعي أن عدد المنازل المدمرة في الجنوب بلغ 44 ألف منزل، منها 22 ألف منزل دُمرت بشكل جزئي، بالإضافة إلى 120 ألف منزل تضرر بشكل طفيف. وأكد أن تقدير كلفة إعادة إعمار منزل واحد يصل إلى حوالي 75 ألف دولار، ما يعني أن تكلفة إعادة إعمار المنازل ستكون نحو 4 مليار و200 مليون دولار. كما لفت إلى أن الخسائر الكبيرة تتركز في القرى الممتدة من الناقورة في الغرب إلى شبعا، التي تضم 29 قرية، حيث تم تدمير 30 ألف منزل بشكل كامل على مساحة 300 كيلومتر مربع كان يسكنها حوالي 70 ألف لبناني بشكل دائم.

تتوقف مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” عند هذه الوقائع كلها، لتسأل عن شعار “الكلمة للميدان”، الذي رفعه الحزب وكان اول مَن طرحه أمينه العام السابق السيد. الاخير كان يقول ان نقطة قوة الحزب هي على الارض، و”تمنى” قبل ان تندلع الحرب الاسرائيلية على لبنان، لو ان الاسرائيليين يدخلون الى لبنان في البر، كي يروا قوة الحزب وحجم الخسائر التي ستحل بهم وبجيشهم وجنودهم ودباباتهم. ومنذ هذا الموقف، والحزب لا ينفك يعلن انه لن يرضى بأي تسوية سياسية الآن، وان “الميدان” هو الذي سيحدد شكل هذه التسوية، معتبرا انه سينتصر في هذه المواجهة. غير ان الاسرائيلي فاجأ الحزب، تتابع المصادر، حيث توغّل الى القرى الجنوبية، فخخ وفجر ودمّر وحرق، ومن ثم انسحب منها، هو تكبّد خسائر نعم لكنها كانت قليلة بالنسبة الى الخسائر التي كان الحزب يريد إلحاقها به. في المقابل، أحرق هذا الجيش الشريط الحدودي وأباده ومحاه. فماذا بقي اذا من الميدان الذي قال الحزب ان الكلمة ستكون له؟ واذا تكلّم هذا الميدان المنكوب، اي كلمة تُراه يقول؟ الحزب انتصر؟!

المصدر: لارا يزبك – وكالة الأنباء المركزية