على مسافة ما يُقارب الساعتين من العاصمة اللبنانية بيروت، ترتفع أعمدة بعلبك الأثرية، فيتعانق الزمان بماضيه وحاضره ومستقبله.
في مدينة بعلبك وتحديدا في قلعتها ألف حكاية وحكاية: حكايات الآلهة والأساطير، حكايات الشمس، حكايات المهرجانات التي تلاقت فيها موسيقى الشرق مع الألحان العالمية وحكاية فيروز التي في كلّ صباح تعود إلى أدراجها، وهي التي اعتادت أن تسكن فندق “البالميرا” القريب من القلعة كلما زارت المدينة، فتحوّلت إحدى غرف الفندق إلى غرفة تحمل اسم سفيرة لبنان إلى النجوم، تحمل اسم فيروز.
أهالي المدينة، صغارها، نساؤها وشيبها نزحوا منها، فتحوّلت إلى مدينة صامتة تشبه صمت التاريخ الذي يرتجف أمام وقاحة التدمير والرغبة في إخفاء كلّ معالم الحضارات والثقافات.
يقول الدكتور جان يسمين خبير في صيانة وإدارة المواقع الأثرية في الشرق الأوسط لـ”سبوتنيك”: “بعلبك مدينة تاريخية كثير مهمة لأنها تحتوى على آثار رومانية ذات قيمة عالمية… وتحولت خذت الآثار في الفترة الإسلامية إلى قلعة ضخمة”.
وقال بشير خضر محافظ بعلبك- الهرمل لوكالة “سبوتنيك”: “الوضع في بعلبك صعب جدا، عدد كبير من الغارات طال مدينة بعبلك، وهناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، يوجد أشخاص تحت الأنقاض… وهناك حركة نزوح كبيرة”.
وتتعرض العديد من المعالم الأثرية في لبنان لخطر التدمير وسط اشتداد القصف الإسرائيلي على البلاد منذ أكثر من شهر. إذ استهدفت مدينة بعلبك، المعروفة بـ”مدينة الشمس”، في أحدث موجة قصف أثارت قلقا متزايدا بشأن التراث اللبناني. كما تعرضت المنطقة الحضرية في صور لقصف إسرائيلي، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً في 23 أكتوبر/تشرين الأول للسكان بهدف الإخلاء.
ولا يقتصر القصف على المباني السكنية والأسواق التجارية، بل يطال الأماكن التراثية ذات الرمزية التاريخية العميقة، مما يثير التساؤلات حول مسعى إسرائيل لمحو تاريخ لبنان وإرثه العريق.