عد 14 يوما بالتمام تحل الذكرى الـ 81 لعيد استقلال لبنان. في العام الماضي، مرت الذكرى للمرة الثانية من دون احتفالات رسمية، في ظل الشغور الرئاسي، وفيما كان لبنان يواجه تحديات كبرى ليس اقلها التباينات السياسية وخطر الشغور في قيادة الجيش الذي انتهى بالتمديد للقائد جوزف عون.
عام اخر سينضم الى سجل اللا احتفال بالاستقلال . لا عرض عسكريا ولا احتفال مركزيا ولا في الثكنات وقيادات المواقع ، ليس فقط بفعل الشغور المستمر وقد دخل عامه الثالث ، اذ تنص المادة الـ53 من الدستور على أن رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرأس الاحتفالات الرسمية، وهو السبب الاساس في تعليق الاحتفالات الرسمية في الاستقلال، فتكتفي الحكومة بتكليف وزراء وضع أكاليل من الزهر على نصب تذكارية على أضرحة رجالات الاستقلال، انما بفعل الحرب الضارية بين اسرائيل وحزب الله التي يدفع لبنان ثمنها عسكريا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد نسي اللبنانيون ان ثمة ذكرى لنيلهم استقلالاً، لم يعرفوا طعمه يوما، لكثرة ما عانوا منذ العام 1943 من احتلالات معلنة او مقنعة لا فرق،ما داموا يقبعون في ظلها ، وآخرها الايراني اليوم الذي قاد بدويلته الدولة الى الانهيار والدمار ، والشعب الى الموت والهجرة.
لبنان يناشد العالم في ذكرى استقلاله هذا العام مساعدته على اعادة بناء دولة لا اكثر. دولة كسائر دول العالم تليق بشعب يتألق حيثما يحل في الخارج . دولة لا مكان فيها للدويلات ولنفوذ ومصالح الاخرين. آنذاك يحتفل باستقلاله عن حق، ويكون للذكرى معناها.