أيام قليلة تفصل عن القمة العربية الإسلامية في الرياض، والتي يعد لبنان العدة لتقديم ما يحتاجه في هذه الظروف الحالية من أجل مساندته، لا سيما أن القمة تعقد اليوم تحت عنوان حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة ولبنان. فماذا ستحمل هذه الدول من تطمينات، لا سيما أنها تعقب تغييراً في الإدارة الأميركية مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية؟
ويلفت الكاتب والمحلل السياسي طارق ترشيشي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” إلى أن هذه القمة تأتي بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد، حيث يعلق البعض الآمال على وعوده فيما خص لبنان بعد التداول حول توقيعه على تعهد خطي بتحقيق السلام في لبنان ووقف الحرب. كما يعول البعض أنه سينهي الحرب الأوكرانية الروسية ويجد حلاً للحرب في قطاع غزة خلال حملته الانتخابية.
ويعتبر ترشيشي أن التعويل أيضاً هو على علاقة الرئيس ترامب مع دول الخليج، بحيث تتمكن هذه الدول، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، من الوصول معه إلى اتفاق بشأن القضية الفلسطينية التي كاد أن يُطاح بها في إطار ما سُمّي “صفقة القرن” خلال ولايته السابقة، والتي لم يتبين بعد ما إذا كان سيعيد إحيائها أو سيطوي صفحتها. وهي الصفقة التي كان يعمل عليها صهره جاريد كوشنير.
ويعتبر ترشيشي أن الموقف المؤثر اليوم هو الموقف السعودي، خصوصاً إذا كان هناك توجه نحو تحقيق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو ما يطمح إليه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، الذي قال إن هذا المشروع سقط نتيجة “طوفان الأقصى”.
وينبّه إلى أن الموقف السعودي متشدد في هذا الإطار، وهو من أوقف سابقاً “صفقة القرن” بسبب المطالبة بقيام دولة فلسطينية سواء بموجب حل الدولتين واتفاق أوسلو أو من خلال مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال القمة العربية في بيروت في العام 2002.
ويرجح أن يتم في القمة العربية الإسلامية في الرياض التشديد على حل القضية الفلسطينية بموجب حل الدولتين أو مبادرة السلام.
كما ستعلن القمة، وفق ما يرى ترشيشي، ضرورة وقف الحرب على لبنان وغزة، كما ستطرح ما يمكن أن تقدمه الدول العربية والإسلامية من مساعدات على مستوى الإعمار والإغاثة.
أما عن احتمال أن تضع القمة شروطاً لتقديم المساعدات على كل من حزب الله وحماس، فيستبعد ترشيشي هذا الأمر، فالقمة تبحث عن حلول أو ما يجب أن يكون من الحلول.
ويتوقع أن تشارك إيران في القمة، لا سيما أنها قمة عربية إسلامية، كما سيشارك الأمين العام للأمم المتحدة إضافة إلى عدد من الضيوف الآخرين.
وعن مشاركة لبنان عبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهل هي لتمثيل لبنان أم لها دلالات سنية، لا سيما أن الرئيس ميقاتي استبق مشاركته في هذه القمة بلقاءات مع النواب السنة والمفتي عبد اللطيف دريان على مدى يومين، يؤكد ترشيشي أن هذه اللقاءات كانت محددة مسبقاً ولا علاقة لها بالقمة. ولكن قد يكون الرئيس ميقاتي طرح خلالها الموقف اللبناني الذي سيطرحه خلال القمة.
ويُوضح في هذا الإطار أن الرئيس ميقاتي سيتكلم عن ما يمكن أن تقدمه القمة من دعم ومساعدة إلى لبنان والجيش اللبناني، خصوصاً فيما يتعلق بتنفيذ القرار 1701 كما هو، بدون تعديل، وتقديم الدعم للجيش، لا سيما القوة المؤلفة من 12 ألف جندي للانتشار في الجنوب.
ويلفت إلى أن الرئيس ميقاتي هو رئيس حكومة كل لبنان ويعبر عن المصالح اللبنانية وليس عن مصالح الطائفة السنية، وهو يتحدث ضمن قمة دول عربية إسلامية، وبالتالي يتحدث باسم لبنان.
هل ستستجيب القمة لطلب المساهمة في إعادة الإعمار؟ يعتقد ترشيشي أن القمة ستستجيب لذلك. ومن المؤكد أنه بعد انتهاء الحرب ستكون هناك مساهمة عربية في إعادة الإعمار. كما أن إيران، التي تشارك في القمة، ستساعد أيضاً في إعادة الإعمار، كما أبلغت مجموعة القيادات والمرجعيات الرسمية هذا الأمر، وستقدم دعماً كبيراً في مجال الإعمار.