نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدّثت فيه عن مصير التهديد الإيراني بشنِّ هجوم على إسرائيل لاسيما أن الكلام في هذا الإطار جاء قبل الإنتخابات الأميركية التي أجريت يوم 5 تشرين الثاني الجاري.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنهُ قبل الانتخابات الأميركية، انتشرت شائعات عبر مواقع التواصل الإجتماعي مفادها أنَّ إيران قد تُهاجم إسرائيل ليلة الإنتخابات، وأضاف: “قد يكون هذا منطقياً بالنسبة لإيران لأن الولايات المتحدة سوف تركز على السياسة الداخلية، وقد تشعر إيران بأنها قادرة على الإفلات من العقاب بشن هجوم كبير ومعقد على جبهات متعددة على إسرائيل، لكن الإيرانيين لم يهاجموا على الرغم من أنهم تفاخروا منذ أواخر تشرين الأول الماضي بأنهم سوف ينتقمون من إسرائيل بعد الغارات الجوية التي نفذتها الأخيرة على إيران“.
وزعم التقرير أن “إيران هي من اعتدت على إسرائيل، إذ هاجمت الأخيرة في نيسان الماضي ثم هاجمتها أيضاً في الأوّل من تشرين الأول المنصرم أيضاً وأمطرت إسرائيل بـ180 صاروخاً باليستياً. عندها، ردّت إسرائيل بضرباتٍ دقيقة في إيران يوم 26 تشرين الأول الماضي”.
وأكمل: “منذ أواخر تشرين الأول، كانت إيران تتفاخر بشنِّ جولة أخرى من الهجمات على إسرائيل، ولم يلتزم نظام طهران الصمت التام. ومع ذلك، بدا أن الشائعات حول هجوم في الخامس من تشرين الثاني قد تلاشت، وما برز إثر ذلك هو كلام آخر وما يبدو هو أن وسائل الإعلامية الإيرانية تُركز مؤقتاً على قضايا أخرى مثل التواصل الديبلوماسي”.
وتابع: “ما الذي تتحدث عنه وسائل إعلام الحرس الثوري الإيراني مثل وكالة تسنيم هذه الأيام؟ نشرت وكالة تسنيم مقالات عن صواريخ الحزب بعيدة المدى. ومؤخراً، زاد الحزب في لبنان من إطلاق الصواريخ على أهداف بعيدة المدى في إسرائيل، كما أطلق أيضاً عدداً كبيراً من الصواريخ على الشمال”.
وأكمل: “كذلك، ركّز الحرس الثوري الإسلامي على حملة مكافحة التمرد في إقليم بلوشستان في إيران بالقرب من الحدود مع باكستان. وعلى الرغم من كل تهديداته، إلا أن الحرس الثوري يتحدث عن استخدام المستشفيات العسكرية الإيرانية لخدمة مواطني إيران“.
وتابع: “في تشرين الثاني، نشرت وكالة تسنيم أيضاً مقالاً عن خبير الصواريخ الإيراني حسن طهراني مقدم وتاريخه في تطوير صاروخ فاتح الباليستي التكتيكي لإيران. كان مقدم ضابطاً عسكرياً إيرانياً في قوات الحرس الثوري الإيراني الجوية والفضائية ومهندساً رئيسياً لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني”.
واعتبر التقرير أنّ ما يبدو هو أنّ إيران تعول على الحزب لتنفيذ هجمات ثقيلة ضد إسرائيل، مشيراً إلى أن قناة الميادين قالت يوم السابع من تشرين الثاني الجاري إنه “رغم النشاط الإستخباراتي المستمر لسلاح الجو الإسرائيلي، فإنَّ المقاومة زادت من وتيرة عملياتها النوعية، التي تندرج في إطار سلسلة عمليات خيبر، عبر توجيه ضربات مركزة ومدروسة لمراكز ومنشآت وقواعد استراتيجية وأمنية إسرائيلية، على عمق 145 كيلومتراً داخل فلسطين المحتلة، وباستخدام صواريخ وطائرات مسيرة نوعية”.
وإثر هذه الهجمات، نشر الخبير في مجال الصواريخ تال إنبار منشوراً قال فيه إنَّ الحزب استخدام صاروخ فاتح 110 في هجوم الذي استهدف وسط إسرائيل“، مشيراً إلى أنّ “هذا الاستخدام للصاروخ قد يكونُ مرتبطاً بحقيقة أنّ قنوات الحرس الثوري الإيراني تتحدث عن دور مقدّم في برنامج الصواريخ الذي طوّر فاتح 110”.
وأكمل: “يبقى السؤال الآن ما إذا كانت إيران ستهاجم إسرائيل بشكل مباشر، فقد أفاد موقع أكسيوس أن إيران قد تهاجم إسرائيل أيضاً من العراق. كذلك، كانت المجموعات العراقية التي تدعمها إيران في دائرة الضوء خلال الأسابيع الماضية، وإذا اختارت إيران شن هجوم أصغر باستخدام وكلائها، فسوف يُظهر ذلك أنها تريد تخفيف التوترات في المنطقة. مع هذا، قد تفعل طهران ذلك وهي تراقب كيف يختار الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب الاستعداد لعودته إلى منصبه على رأس الإدارة الأميركية”.