سلاح غذائيّ مهمّ للصمود في ظل الحرب: أكثروا من هذه الأطعمة

سلاح غذائيّ مهمّ للصمود في ظل الحرب: أكثروا من هذه الأطعمة

لعلّ جلّ ما يخطر في ذهن اللبنانيين في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمر والنزوح غير المسبوق لحوالي ثلث السكان، هو كيفية الصمود وتخطي الأزمة الراهنة باقلّ ما يمكن من الخسائر.. السكن في مكان بعيد عن أماكن الغارات والاشتباكات يعتبر الأولوية لدى العديد وقد يكون البحث عن “نوعية” الغذاء وتنوعه آخر ما يجول في خاطر من غادر قسرا قريته وخسر أعزاء. إنما الصود أيضاً يعتمد على الصحة النفسية التي بدورها تتأثر بشكل كبير بالأطعمة التي “تتحكم” بمزاجنا وقدرتنا على تحمّل الضغوط والحد من التوتر.

 
علاقة قوية بين الغذاء والصحة النفسية

المواد الغذائية ليست مجرّد مصدر للطاقة وللنمو الجسدي، بل هي لاعب أساسي ومؤثّر فعال على التفاعلات الكيميائية في الدماغ ووظائفه، هذا ما تؤكده إختصاصية التغذية إليز الحداد، موضحة لـ

“لبنان24” أن هناك ارتباطا قويا بين ما نتناوله من أطعمة وطريقة استجابة دماغنا للأحداث بما في ذلك التعامل مع التوتر والقلق والاكتئاب الناتج عن الحرب والأوضاع الراهنة.

وتفسرّ الحداد ان “هناك مأكولات تعزز إفراز الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة والهدوء والراحة النفسية كالسيروتونين والدوبامين. كما ان هناك أطعمة تزيد من التوتر أو الاكتئاب بسبب نسب السكريات أو الدهون المرتفعة الموجودة فيها”، مشيرة الى ان “علاقة الطعام بالصحة النفسية بات أمر معروف والدليل ان البعض يطلب الشوكولا مثلاً لتخطي يوم مرهق وشاق في العمل”.

كما تضيف أن “هناك عناصر غذائية مهمة جداً وتعتبر من المغذيات الدماغية الاساسية لانها تلعب دوراً حيوياً في التحكم بالمزاج والأحاسيس كالمعادن والفيتامينات والاوميغا 3 والأحماض الدهنية”.

وتتابع أن “ما نمرّ به في لبنان من حرب وتوتر ناتج عنه ينعكس سلباً على صحتنا النفسية، من هنا أهمية التنبه لما نأكله لأن الطعام محفّز لمشاعرنا”، مشيرة الى أن الدراسات بيّنت أن تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك قد يقلل من أعراض الاكتئاب ويحسن الحالة المزاجية للأفراد.

أيضاً، قد يحدث القلق الناتج عن الوضع غير المستقر في لبنان التهابات وآلام في الجسم، لذا ووفقاً لحداد، يجب تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والالياف والفيتامينات لحماية الخلايا الدماغية والتقليل من الالتهابات ومساعدة الجسم على مقاومة الامراض والعدوى.

قلّلوا القهوة وأكثروا هذه الأطعمة

لا بدّ من التركيز على نوعية الأطعمة التي نتناولها، فالبعض قد يتسبب بشعورنا بمزيد من القلق وهذا آخر ما نريده حالياً مع كل ما نعانيه، تؤكّد الحداد، منبهة من الاكثار من تناول الحلويات والسكريات والمشروبات الغازية.. حتى القهوة يجب تناولها بمقدار لا يتخطى “الفنجانين” أو الثلاثة لأنها ستتحوّل من “مهدئ للأعصاب” الى مسبّب قلق، بحسب قولها.

وتشدد الاختصاصية الغذائية على ضرورة اتباع حمية غذائية سليمة يكون التركيز فيها على الأطعمة الطازجة كالفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، مذكرة بضرورة شرب كميات كافية من المياه خلال اليوم لترطيب الجسم وتحسين وظائف أعضائه.

أما في ما يخصّ الاوميغا 3 وهو عنصر غذائي يتواجد في الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين، فتقول الحداد انه نظراً للوضع الاقتصادي الراهن والحرب وعدم قدرة العديد من الحصول على سمك السلمون لغلاء سعره، يمكن الاستعاضة عن الأسماك الدهنية بالمكسرات كالجوز واللوز والكاجو والبذور الغنية أيضاً بالاوميغا 3 والتي تعدّ مصدراً جيداً للأحماض الدهنية والفيتامينات “E” و”K” و”B” و”A”، كما انها غنية بالفوسفور والحديد والمغنيسيوم والالياف الغذائية وتساعد في تقليل التوتر وتحسين وظائف الدماغ.

كما تشير الحداد الى أهمية الحدّ من الأطعمة المصنعة والتي يلجأ اليها الناس في مثل هذه الظروف، موضحة انها تحتوي على الدهون غير الصحية والتي تؤدي الى مشاكل صحية وتؤثّر سلباً على الوظائف الدماغية، ما قد يحدث الشعور بالاكتئاب والقلق. وتنصح بالتركيز على الوجبات المنزلية والتي يمكن التحكم بمكوناتها وبمقادير الزيوت والاملاح والسكريات فيها، لافتاً الى اهمية تناول الحبوب الكاملة والبروتينات غير الدهنية كالدجاج في نظامنا الغذائي.

المصدر: بيترا رزق – لبنان24