هوكشتاين إلى تل أبيب: هدنة خلال أسبوعين؟

هوكشتاين إلى تل أبيب: هدنة خلال أسبوعين؟

لا وقت ضائعاً هذه المرّة بين الولاية والولاية. فالرئيس جو بايدن سبق أن اتّصل بالرئيس دونالد ترامب ودعاه إلى البيت الأبيض لتحقيق انتقال سلس للسلطة، فبينهما ملفّات كثيرة عالقة، لا يريد ترامب أن يرثها من سلفه. ربّما أبرز هذه الملفّات هو الحرب في المنطقة. لذا جديد هذا الملفّ أنّ خطّاً مباشراً بين ترامب وإيران قد فُتِحَ، وأنّ حوار باريس مع إيران في تقدّم أيضاً. وهذا ما يمكن أن ينتج هدنة قريبة في لبنان، يليها تنفيذ بنود خارطة الطريق لتنفيذ القرار 1701. فهل ينجح هوكستين في زيارته المقبلة للمنطقة بإعلان الهدنة؟

ينتظر الرئيس نبيه بري عودة الموفد الرئاسي آموس هوكستين إلى بيروت. وقبلها سيطرح الموفد في لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي خارطة طريق تطبيق القرار 1701 وضمانات تطبيقه. واحدة من الضمانات ستبقى اتّفاقاً ثنائياً بين واشنطن وتل أبيب، وفيها تؤكّد الولايات المتحدة لإسرائيل أنّها ستقف معها في حال عدم التطبيق أو خرقه من أيّ جهة.

خريطة الطّريق التي يحملها هوكشتاين

أمّا ما تتضمّنه خارطة الطريق التي سيأتي بها هوكستين بحسب مصادر في الإدارة الأميركية الحالية لـ”أساس”، فهو الآتي:

– إعلان هدنة، شرط التزام الطرفين تطبيق القرار الدولي 1701.

– انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

– انسحاب الحزب من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني.

– انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

– بدء المفاوضات لتثبيت الحدود وتطبيق 1701 بشكل تكون فيه الدولة مسؤولة عن التطبيق.

هذه الخارطة الأوّلية تبدو مقبولة من الجميع. لكن كما جرت العادة فإنّ الشيطان يكمن في التفاصيل. واحدة من النقاط التي لا تزال غير واضحة هي الآتية:

– مدّة الهدنة.

– ضمانات التطبيق على مستوى آليّة المراقبة وما إذا ستشبه آليّة تفاهم نيسان.

– أيّ لجنة دولية تكون الولايات المتحدة الأميركية عضواً فيها؟

لذلك مصادر الإدارة تتروّى في الحسم. لكنّها تعوّل إلى درجة كبيرة على أنّ هذه الجولة ستكون الأخيرة.

ينتظر الرئيس نبيه بري عودة الموفد الرئاسي آموس هوكستين إلى بيروت. وقبلها سيطرح الموفد في لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي خارطة طريق تطبيق القرار 1701


بايدن – ترامب – إيران: تقاطع على وقف الحرب

واحد من الأسباب التي تستدعي تفاؤل العاملين على هذا الملفّ، هو التقاطع الأميركي بجناحَيه مع إيران والحزب على إنهاء الحرب والذهاب إلى اتّفاق. وتضيف المصادر أنّ هذا الاتفاق سبق أن عرض على لبنان قبل الحرب، ورفضه. بل إنّه عُرض أكثر من مرّة ورُفض. اليوم لم يعد لبنان كما كان قبل الحرب، وبالتالي فإنّ الهدنة ووقف إطلاق النار أصبحا من أولويّة بيروت، على الرغم من كلّ المواقف العالية السقف التي تصدر من هناك.

أمّا إسرائيل فلها شروط للذهاب إلى الهدنة، أهمّها تطبيق القرار 1701 كاملاً، ولو على مراحل. وهي مستعدّة للانسحاب من الأراضي التي احتلّتها في جنوب لبنان، خصوصاً أنّ مصادر الإدارة الأميركية تنقل عن نتنياهو أنّه لا يحمل نيّة لاحتلال الجنوب ولا أيّ أراضٍ في لبنان. بل إنّ خطّته العسكرية تقتضي القضاء على البنى التحتية للحزب، والقضاء عليه عسكرياً.

تعتبر مصادر الإدارة الحالية أنّ نتنياهو أوشك أن ينهي مهمّته، وبالتالي هو مستعدّ للذهاب إلى اتّفاق في حال كانت ضمانات تطبيقه موجودة.

ترامب موافق: الاتّفاق يصبّ عندَه

أمّا ترامب فهو الرابح الأكبر، إذ قال إنّه يريد الدخول إلى البيت الأبيض من دون حروب ووعد بأنّه سينهيها. وتعهّد للّبنانيين في رسالة مكتوبة بإنهاء الدمار وإرساء السلام، ولن يمانع أيّ اتّفاق يمكن أن يحصل قبل وصوله إلى البيت الأبيض، لأنّه الرابح فيه بكلّ الأحوال، وسيصبّ في طاحونته السياسية قيد التشكّل. وفي الأساس، بدأ تواصل جمهوري – ديمقراطي حول الملفّ اللبناني، وتحديداً لإنهاء الحرب قريباً جداً.

وكما كانت نتائج الحرب قاسية على لبنان، فإنّ شروط الهدنة ووقف إطلاق النار ستكون قاسية أيضاً. فهل تنجح هذه الصيغة الجديدة في تكريس الحلّ وإرساء هدنة طال انتظارها؟

في الأسبوعين المقبلين سيصبح الجواب ناضجاً، سواء كان إيجابيّاً بالاتّفاق على الهدنة وتطبيق القرار 1701، أو كان سلبيّاً باستمرار جحيم الغارات الإسرائيلية أو ربّما تصاعدها.

المصدر: جوزفين ديب- أساس ميديا

Exit mobile version