السّنة لن يقبلوا بالوصاية عليهم… ومحاولات جعجع باءت بالفشل!

السّنة لن يقبلوا بالوصاية عليهم… ومحاولات جعجع باءت بالفشل!

لافتة كانت المحاولات التي جرت لخلق مرجعية سنية يعود إليها النواب في السراي الحكومي، والتي استبقت القمة العربية الإسلامية في صورة أريد لها أن تلقى الصدى لدى المملكة العربية السعودية، حتى لا يتوهم أحد أنه يستطيع القبض على القرار السني في لبنان بتغطية عربية، فهل نجحت هذه الصورة بإحباط أحلام رئيس حزب القوات اللبنانية بالقبض على القرار السني في لبنان بتوكيل سعودي؟

يوضح الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وضع نصب عينيه 3 أمور أساسية، وهي: “مقام وهيبة رئاسة الحكومة، حضور وتأثير الطائفة السنية على الصعيد الوطني، وتطبيق اتفاق الطائف”، مشدداً على أن “ميقاتي على مدار سنوات طويلة كان يُشكّل خط دفاع أول عن هذه الأمور، ولا سيما هيبة ومقام رئاسة الحكومة، كما أنه في بعض الأحيان كان ينتفض في حال وجود أي تنازل ما من قبل الرئيس الذي كان يشغل السراي الحكومي، وبالتالي، هو حمل هذا الأمر معه إلى السراي مع تسلمه منصب رئاسة الحكومة في عهد الرئيس ميشال عون الذي وجد أنه هناك رئيس جديد للحكومة الذي يرفض أي تدبير ولو بسيطاً خارج اتفاق الطائف أو خارج حضور وهيبة مقام رئاسة الحكومة”.

ويشير إلى أن “الرئيس ميقاتي على دراية تامة اليوم بالمخاطر المحدقة التي تحيط بالبلد، كما أنه يدرك بأن المرحلة المقبلة سيكون فيها تسوية، وبالتالي تحتاج إلى التواصل مع جميع الطوائف، لذلك يريد اليوم أن تكون الطائفة السنية حاضرة وموجودة ولديها تأثيرها من أجل أن تكون شريكة أساسية في أي حل قد يتم التوافق عليه، علماً أنه هناك مسلّمات لدى ميقاتي بأن هذه الطائفة تشكّل دائماً صمام الأمان الشعبي والوطني في لبنان، إضافة إلى أنها هي رأس في المعادلة السياسية”.

لذا، لا يرى ريفي أنه “يوجد اليوم التفاف مستجد حول ميقاتي، بل منذ توليه رئاسة الحكومة وهو يعمل على التعاطي مع النواب السنة بشكل متساوٍ وعلاقته بهم جيدة، كما علاقته جيدة بالمرجعية الدينية، ولدى المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، كذلك لدى شريحة سنية واسعة أدركت ولو متأخرة بأن ميقاتي يشكل فعلاً خط الدفاع الأول عن هذه الطائفة وعن حضورها”.

أما في ظل الهجمة الإسرائيلية على لبنان والاعتداءات المتكررة والخطر الذي يهدد الجميع، فإن ريفي يرى في “حركة اللقاءات الأخيرة لميقاتي أنها أتت ضمن الإطار الطبيعي واستكمالاً للقاءات سابقة حيث قام بجمع المفتيين ووضعهم بأجواء ما يجري، أي بأجواء الخطر الداهم الذي يتعرض له لبنان”.

وفيما يتعلق بموضوع النواب، يوضح ريفي بأنه “استكمال لسلسلة لقاءات سابقة عقدت بعيداً عن الإعلام، حيث كان فيها تشاور وتطابق في وجهات النظر حول دور الطائفة وضرورة تعزيز التضامن السني وحول العدوان الإسرائيلي وضرورة احتضان النازحين وتطبيق اتفاق الطائف وأن يكون لهذه الطائفة تأثير ونفوذ موحد”.

ويشير ريفي، إلى أن “الكثير من النواب المشاركين طلبوا من الرئيس ميقاتي أن تكون هذه اللقاءات دورية للبحث في شؤون الطائفة ويكون هناك تنسيق بين المرجعية السياسية والنواب وتحت إشراف المرجعية الدينية”.

ويكشف أنه “خلال اللقاء مع النواب تم التوافق على طروحات أساسية بالنسبة إلى الطائفة السنية تؤكد أنها حاضرة في كل الاستحقاقات، وما قام به ميقاتي في القمة أيضاً أكد على هذه الأمور، حيث أبلغ النواب أنه سيؤكد في القمة على ضرورة دعم لبنان والنازحين ووقف إطلاق النار، ودعم إعادة النهوض فضلاً عن تطبيق اتفاق الطائف”.

أما بالنسبة للقمة العربية الإسلامية، يلفت إلى أن “موضوع القمة شيء ووضع وتنظيم الطائفة شيء آخر، لا شك أن ميقاتي في هذه اللقاءات تشاور مع النواب والمرجعيات في موضوع القمة، ولكن لم يكن لديه أي نية أن يأخذ غطاءً سنياً لأنه متوفر”.

ويؤكد ريفي، أن “لا أحد باستطاعته السيطرة على سنة لبنان، ولن يقبلوا هم بأي شكل من الأشكال أن يكون عليهم وصاية لا من قبل سمير جعجع ولا من غيره، فهناك أكثر من لقاء عقده جعجع وغاب عنه جميع النواب السنة باستثناء شخص أو اثنين، وهناك أكثر من محاولة قام بها جعجع لفرض نفسه على السنة، باءت بالفشل، ففي هذه الطائفة شخصيات وزعماء ونواب وتكتلات قادرة على أن تقودها”.

المصدر: ليبانون ديبايت